إيكو بريس – متابعة أثار استثناء الحكومة المغربية ميناء الجزيرة الخضراء، وباقي موانئ المدن الإسبانية الساحلية التي تربط برحلات بحرية مع المدن الشمالية المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، من قائمة الموانئ الأوروبية المسموح للمغاربة العالقين والأجانب المقيمين في المغرب، العودة منها إلى أرض الوطن، الكثير من علامات استفهام ولبسا لدى الرأي العام، خاصة أمام التكتم الشديد الذي يتعامل معه الجانب المغربي مع الموضوع، وفي غياب تفسير من الجانب الإسباني. وتباينت تقديرات الملاحظين في شأن هذا القرار، بين من اعتبر أن ملف المغاربة العالقين تم تسييسه في إطار “ضغوط” مغربية على الجارة الإسبانية، خاصة وأن العبور عبر التراب الإسباني يروج الحركة التجارية في محطات الوقود ومحطات الاستراحة على الطريق، فيما اعتبر مراقبون آخرون أن القضية لا تعدو أن تكون حلقة من سلسلة الارتباك المغربي في تدبير ملف المغاربة العالقين، والذي يؤدي فاتوراته الباهضة المتضررون العالقون خلف البحار، فبعد طول انتظار سيكون عليهم تحمل تكاليف التحاليل، فضلا عن مصاريف إضافية لوسائل التنقل برا، ثم بحرا عبر العبارات من إيطاليا أو فرنسا. من جانب آخر، توقع الإعلامي المغربي المقيم في مدريد، أيمن الزبير، أن يكون إبعاد ميناء “الخوزيرات” من قائمة المعابر الحدودية التي حددها المغرب لتكون نقطة انطلاق المسافرين من أوروبا نحو ترابه، وراءه اعتبارات أخرى أبعد من التشويش الدبلوماسي بين البلدين المجاورين. ومن بين الاعتبارات وفق أيمن الزبير، غياب رغبة واضحة لدى السلطات الإسبانية لتنظيم عملية العبور نظرا للتحدي اللوجيستي و قلة امكانيات مدينة الجزيرة الخضراء، ثم وجود رغبة في تقليص عدد الوافدين قدر الإمكان، وهو الخيار الذي تؤمنه موانئ مثل سيت و جينوا، حيث يقل عدد السفن و يرتفع أسعار التذاكر. ويتوقع الإعلامي المغربي أنيشهد الموقف الرسمي للرباط تغيرا شهر غشت المقبل، أي ما بعد مناسبة عيد الأضحى، والتي يطمح كثير من أبناء الجالية المغربية المقيمة في الخارج، أن تتاح لهم فرصة قضاءها مع أحبابهم في التراب الوطني. تجدر الإشارة، إلى أن ميناء الجزيرة الخضراء، بحسب أيمن الزبير من أهم الموانئ الأوروبية و أكثرها استعدادا لاستقبال مئات الآلاف من المسافرين و عشرات الآلاف من السيارات. بعد التجربة التي راكمتها سلطات المدينة في السنوات الأخيرة حققت تقليص وقت الانتظار قبل الإبحار. ]]>