إيكو بريس من طنجة أجرت صحيفة “إيكو بريس” استطلاعا مصغرا في مجموعة مغلقة خاصة بالسائقين المهنيين، حول أحد الوجوه المعروفة باستثمارها في مجال النقل الدولي بطنجة، فجاءت نتائج الاستطلاع سلبية بنسبة تفوق 80 بالمائة. بل إن بعض السائقين المهنيين الذين اشتغلوا مع الشركة موضوع الاستجواب، رفعوا في وجهها “البطاقة الحمراء” محذرين السائقين الباحثين عن العمل الاشتغال مع صاحبها، لأنه يماطل في أداء أجور ومستحقات المستخدمين، ويجرجرهم لأشهر متعددة، مقابل تعويضات هزيلة عن الرحلات الخارجية. في حين قال آخرون إن المعاملة تختلف ما بين سائق وآخر، لكن في جميع الأحوال يدل هذا التمييز مؤشرا على غياب التسيير العصري داخل الشركات الغربية المتخصصة في النقل الدولي للبضائع، وهو ما يجعل طموح المقاولة المغربية في منافسة الإسبان والشركات الأجنبية حلما بعيد المنال. ولفهم هذه الصورة السلبية لدى السائقين، يكفي القيام بتشخيص مبسط لواقع حال قطاع النقل الدولي للبضائع في مدينة طنجة، حيث يسير القطاع بعقليات صاحب الضيعة، حيث أن الشركات تنسب لاسم صاحبها “فلان العلاني”، عكس الشركات الأوروبية التي يتهافت المغاربة في الاشتغال لفائدتها نظرا لاحترامها حقوق الشغل، حيث تتميز باسم تجاري تعرف به في المعاملات المهنية، فالسائق يعرف اسم الشركة بكيانها المعنوي، ليس باسم باطرونها. السؤال المطروح هو ما دور الجمعيات الممثلة لمهنيي النقل الدولي إذا لم تدفع في اتجاه تكريس الحكامة داخل الشركات المنتسبة إليها ؟ هل يعقل أننا في القرن الواحد والعشرين وما زال بعض المستثمرين لا يفرقون بين عقلية الباطرون وبين التسيير العقلاني التي تعتمد على كفاءة خريجي معاهد التدبير والتسيير؟ وهل بهذه العقليات العتيقة ستنافس الشركات المغربية الأسطول الإسباني والفرنسي؟ الجواب في اختلال الميزان التجاري بين الطرفين.]]>