إيكو بريس متابعة تضاربت الروايات والأقوال بشأن شريط فيديو يوثق لعمل إجرامي خطير في الشارع العام، وفي واضحة النهار، يظهر فيه بوضوح مجموعة من الأشخاص مدججين بالسيوف والسكاكين الكبيرة، وهم يحيطون بسيارة سوداء يخربون هيكلها ومحتوياتها ويهشمون زجاجها، قبل أن يتفننوا في ترهيب ركابها وضربهم متوعدينهم بالتصفية. وكشفت لقطات شريط فيديو، تم تسريبه عشية اليوم الجمعة، عبر وسائط التراسل الفوري ونشره وسائل التواصل الاجتماعي، من طرف مجهولين، حيث رجحت مصادر عليمة أن تكون المواجهات قد جرت في وقت سابق يعود لشهور خلت بين عصابات التهريب الدولي للمخدرات. أما مكان الواقعة والتي التقطها شخص “مجهول الصفة والمكانة” من داخل سيارته، فليس هناك معلومات تحدده بالضبط لكن العارفين بضواحي مدينة طنجة، يخمنون إما منطقة الدالية أو بليونش، وكلاهما منطقتان ساحليتان وتعرف باحتضان عصابات التهريب الدولي للمخدرات عبر مضيق جبل طارق. كما أن توقيت وقوع هذا الفعل الإجرامي لا يبدو أنه في زمن كورونا، فالوقت على ما يبدو من خلال الفيديو كان صيفا، وكانت المنطقة ممتلئة بالمصطافن، وليس من بين الأشخاص من كان يرتدي كمامة الوقاية من الوباء. وبخصوص هويات الفاعلين، فقد أشارت مصادر خاصة، أنهم ينحدرون من مدينة طنجة ومعروفون لدى السلطات الأمنية، في خانة المبحوث عنهم، فيما قال البعض الآخر إن غالبية المسلحين الذين ظهروا في الفيديو يوجدون خلف أسوار السجون، وهي المعطيات الغير المؤكدة حتى الساعة في انتظار بلاغ رسمي من السلطات. وأيا كانت هويات الشخوص ودوافع فعلهم الإجرامي الذي يبعث على الذعر من خلف شاشات الهواتف، فكيف بالناس الذين تصادف وجودهم في عين المكان ومعاينهم الهجوم المسلح، فلم يجدوا غير الصراخ والعويل خشية على مصيرهم وسلامتهم الجسدية. فإن توقت تسريب التسجيل المصور بعد شهور من وقوع المواجهة المسلحة، يثير الكثير من التساؤلات عن الجهة المسربة، هل هو الشخص الذي قام بتصوير الفيديو نفسه وهو أمر مستبعد إذا كان مواطنا عاديا فقد كان سيشارك الفيديو مع معارفه في الحين، ولن يحتفظ به مدة طويلة. وبالنظر إلى هول مضمون الواقعة التي تمس الأمن العام، وتبث الرهاب في نفوس من عاينوها، فإن التخمينات تذهب في اتجاه أن يكون وراء تسريب الفيديو شخص إما أنه على صلة مع أصحاب السيوف، أو مراقب يترصد تحركاتهم لأسباب مهنية، أو من خصومهم وقد كان متنكرا، وبالتالي فإن تسريبه الفيديو قد يكون إما في سياق محاولة ضغط أو تصفية حسابات أو على إثر محاولة ابتزاز فاشلة. أما إذا كانت الفرضية غير ذلك، أي أن يكون مصور الهجوم المسلح “شخصا عاديا” تصادف مروره بالمكان ساعتها، فتبقى حجيتها ضعيفة، لأن حامل الهاتف كان في وضعية مريحة ومطمئن وهو يقوم بالتصوير، رغم أن الواقعة توثق لأشخاصا مسلحين ومجيشين لارتكاب أي تصرف خطير يمس السلامة الجسدية، عكس ما إذا كان شخص عابر بالصدفة فإن طريقة تصويره ستكون مختلسة ويداه كثيرة الحركة، ونفسيته حذرة جدا خشية أن يضبطوه المسلحون متلبسا بتسجيل إدانتهم بتهم جنائية طويلة المدة الحبسية. ونظرا لكل تلك الأسباب تبقى بواعث نشر الفيديو في هذا التوقيت إن كانت الواقعة قبل تفشي جائحة كورونا، مثيرة للكثير من الغموض والتساؤلات المحيرة. وذلك في انتظار إعلان السلطات القضائية والأمنية للرأي العام عن تفاصيل حول القضية. ]]>