إيكو بريس – متابعة ما الذي دفع الأطر الصحية إلى الاحتجاج ليلة البارحة أمام بوابة مستشفى محمد السادس في طنجة؟ سؤال لا يحتاج كثير عناء لإيجاد الجواب. وهو أن الموارد البشرية التي تضحي بالغالي والنفيس في معركة مجابهة فيروس كورونا في مراكز العلاج والتكفل بمرضى كوفيد، باتت مهددة بالمبيت في العراء، فما هي القصة؟ مصادر جد مطلعة، كشفت أن والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعامل عمالة طنجة أصيلة، تلقى توجيهات من وزارة الداخلية بوقف صرف نفقات إضافية على قطاع الصحة من ميزانية الداخلية، وذلك بعدما تجاوزت التكاليف التي تحملتها ولاية طنجة لإيواء وتنقل الأطباء الممرضين وتقنيي الصحية العاملين في وحدات كوفيد، في الفنادق خلال أشهر أبريل، ماي، يونيو، ويوليوز، أزيد من مليار سنتيم، عبارة عن فواتير في طور التسديد. لكن مع ذلك، هل تخلت مصالح ولاية جهة طنجة عن الأطر الصحية في هذه الظرفية الصعبة؟ مصدر عليم، أكد لصحيفة “إيكو بريس” أن الكاتب العام للعمالة، أخبر مهنيي الصحة أن والي محمد مهيدية وافق على مقترح كانوا قد تقدموا به مؤخرا، ويتمثل في استغلال البنايات العمومية التابعة لوزارة الصحة، من أجل إيواء الممرضين والأطر الصحية العاملة في وحدات كوفيد. وأكدت مصادرنا، أن الأمر يتعلق بالأملاك العقارية التابعة لوزارة الصحة، وهي عبارة عن مساكن وظيفية يحتلها مسؤولون تم إعفاءهم من مناصب المسؤولية، وآخرون أحيلوا على التقاعد وما زالوا محتلين هذه المرافق العمومية دون وجه حق، حيث أكدت مصادرنا أن السلطات المحلية شرعت فعليا في إخلاء هذه المساكن الوظيفية، وقد بدأت بالمقتصد الأسبق لمستشفى محمد الخامس، عبد الرحمان العيادي، الذي يحتل فيلا في مستشفى القرطبي بمنطقة مرشان مطلة على البحر. وأضافت مصادرنا، أن الوالي محمد مهيدية أعطى وعدا لمهنيي الصحة بأن لا يتخلى عنهم في الأزمة الحالية، وتبعا لذلك أعطى تعليماته للمندوب الإقليمي لوزارة الصحة، نور الدين اعشيبات، لمده بقائمة الأملاك العقارية التابعة لوزارة الصحة، والتي يحتلها موظفون ألفوا الريع و “العيش فابور” على حساب ممتلكات الدولة، وقد ضرب معه موعدا بحر هذا الأسبوع، لإخلاء المساكن المحتلة، وتهيئة فضاءاتها لاستقبال الأطر الصحية التي كانت تبيت في الفنادق. وقد أكد مسؤولو ولاية الجهة وعمالة طنجة أصيلة في تواصلهم مع مهنيي الصحية، أن “زمن السيبة تسالا”، وأن السلطات ستتعامل بصرامة مع محتلي السكن الوظيفي، والذين عمروا سنوات طويلة، كما هو حال المندوب الإقليمي السابق، والمقتصد الأسبق لمستشفى القرطبي، والمدير الأسبق لمستشفى محمد الخامس، وموظفون آخرون يتعاملون مع متلكات الدولة بمنطق الغنيمة. وتجدر الإشارة إلى أن حاجة الأطر الصحية إلى فضاءات للمبيت تتوفر على مواصفات العزل الصحي، تعود لكون فئة منهم جاءت من مدن أخرى في إطار تعزيز الموارد البشرية في مستشفيات طنجة، وفئة أخرى تقيم بمدينة طنجة لطن يتعذر عليها الإلتحاق بمنازلها تفاديا لنقل العدوى للأشخاص الذين يشتركون معهم في مكان العيش. ]]>