الدكتور حميد النهري
لا زال هول الصدمة يخيم على المواطنين المغاربة نتيجة فاجعة معمل الموت بطنجة والذي أودى بحياة اكثر من 28 عامل وعاملة ولا زالت الاخبار تتقاطر حول حجم الخسائر البشرية وحول المأساة الاجتماعية التي خلفتها هذه الفاجعة
ومرة اخرى لا نجد امام هذه المأساة سوى تقديم العزاء والاسف للضحايا !!!!!
اعتقد ان أقل ما يمكن قوله اليوم هو كفى من هذا التسيب !!!!
لقد حان الوقت ان نملك جزءا من الشجاعة ونطالب بتحديد المسؤولين الحقيقيين عن الفاجعة فرقم الضحايا كبير جدا والمسؤولية واضحة.
لانريد من التحقيقات المعتمدة ان تعمل على استغبائنا كما هي العادة ويتم تقديم كبش فدا والتستر على المسؤولين عن الفاجعة بل نريد احترام الضحايا واحترامنا ومحاسبة المسؤولين الحقيقيين على هذه الفاجعة.
فهذا المعمل محل الفاجعة يصنف حسب السلطات في خانة المعامل التي يطلق عليها عبثا وخطأ (المعامل السرية).
مع انها ليست كذلك بل معروفة لدى الجميع ولها نظامها الخاص في الاشتغال منظم بطريقة اكثر علنا ويساهم فيه جميع المتدخلين (سلطة واهل القطاع ).
فظاهرة المعامل على هذا الشكل موجودة بكثرة واصبحت تبدع في تغييب اي ضمان لسلامة العمال تمارس عليهم وعليهن نوعا من العبودية الخاصة وزاد الأمر سوءا نتيجة تداعيات جائحة كورونا.
فالجميع يعلم ان السلطة تعلم بوجود هذه المعامل ومن يحميها (فلان بالمقابل) بل ان السلطة تملك ادق التفاصيل والإحصائيات حول معامل الموت هذه اكثر حتى من المعامل القانونية. اذن لا داعي لتغطية الشمس بالغربال.
واليوم يجب ان نعترف بالحقيقة ان هذه المعامل تشتغل داخل منظومة موازية يتم التحكم فيها من طرف السلطة نفسها بعيدا عن المساطر القانونية المعتمدة.
اذن دعونا من تلك التصريحات الفضفاضة والاتهامات المتبادلة بين مختلف الاطراف. لا بد ان نحترم بعضنا البعض ونعالج الظاهرة بكل صراحة ووضوح.
وللتوضيح عندما اقول السلطة المسؤولة هنا ليس المقدم او القائد ولكن اعلى سلطة وهو السيد الوالي ؟
هذه السلطة التي يبدو انها اصبحت منشغلة اكثر بترتيب الخريطة السياسية للانتخابات المقبلة ونسيت الانشغالات الحقيقية للمواطنين.
وللاسف تصفق لها بعض الهيئات السياسية الباحثة عن موقع في هذه الخريطة.
لذلك علينا جميعا ان نقولها بالصوت العالي كفى من هذا العبث!!!! وحتى لا ننسى هذه المأساة كما اعتدنا ضروري ان يتحمل الجميع مسؤوليته وان نفكر ماذا سنقول لاطفال الضحايا غدا عندما يكبرون؟؟
وفي الاخير تعازينا الخالصة لاسر الضحايا وانا لله وانا اليه راجعون .