مرة أخرى، يتعرض الجسم الصحفي في مدينة طنجة للتضييق والاعتداء المادي والجسدي، وهذه المرة كان بطل الاعتداء نائب برلماني ينتمي لحزب الاستقلال، ورئيس مقاطعة بني مكادة، وعضو جماعة طنجة محمد الحمامي.
فبنيما كان حزب الاستقلال يعقد لقاءا دراسيا رفيع المستوى موضوعا ومضمونا، اهتز بهو فندق موفنبيك، على وقع تهجم النائب البرلماني على الزميل حمزة الوهابي، في البداية شفهيا.
وبينما حاول مدير موقع شمالي، الدفاع عن نفسه بالكلام أيضا، انتفض البرلماني الحمامي ووجه لكمة إلى وجهه، ثم تدخل الزملاء الصحفيون الذين كانوا جالسين في بهو الاستقبال، لفض الاعتداء.
الحمامي استشاط غضبا وهو يصرخ علاش كا تكتب عليا مقالات فموقع شمالي، علاش حنا كانعاونوا غير الدرازش، كأنما يبرئ نفسه من توقيعات على رخص بناء ورخص السكن، والتي كتبت عنها وسائل الإعلام المغربية في الصحف الورقية و الرقمية، ومن بينها موقع شمالي.
لكن محمد الحمامي، بحسب المراقبين، يأخذ منذ مدة موقفا عدائيا من الصحفي حمزة الوهابي، لا لشيء سوى لاختياراته التحريرية التي يمليها عليه خط تحريره، فالصحفي من حقه الحياد والتأييد والانحياز، و المهنية تقتضي التوازن والرأي والرأي الاخر، وهو سنام العمل الصحفي.
وبحُكم معرفة الزملاء الصحفيين في مدينة طنجة، بالزميل حمزة الوهابي، فهو يطبق بحق هذه المبادئ الأخلاقية والقواعد المهنية في عمله الصحفي، وكذا أعضاء هيئة تحرير موقع شمالي، إذ سبق للزميل عبد الله الهواري، أن اتصل بمحمد الحمامي لأخذ رأيه في موضوع رائج يتعلق بالمعني بالأمر، في إطار الرأي والرأي الآخر.
ولعل أنصع دليل على هذا الكلام الذي يدين المعتدي، و يبرئ ساحة المعتدى عليه تهمة من “الاستهداف” أو سوء النية التي يزعمها رئيس مقاطعة بني مكادة، هو رصيد تغطية موقع شمالي لتحركات محمد الحمامي باعتباره مسؤولا عموميا وفاعلا سياسيا، يتسم بالتوازن إن لم نقل الموضوعية إلى حد معقول.
ففي مناسبات كثيرة ينشر موقع شمالي المداخلات الكاملة للنائب البرلماني محمد الحمامي، عندما كان في مجلس المستشارين، في الولاية السابقة وحاليا في الغرفة الأولى للبرلمان.
كما أنه يستعرض تدخلاته في مقاطعة بني مكادة، ومجلس مدينة طنجة كاملة ودون بتر أو تحريف عن سياقها، ثم يأتي بكلام المعارضة، كما ينشر تقارير تكشف خروقات نقلا عن مصادر مطلعة بالدليل والوثائق، كما حصل في النازلة الاخيرة التي استشاط فيها الحمامي غضبا.
أما الزميل الصحفي حمزة الوهابي، فاعتبر التهجم عليه من طرف البرلماني ورئيس مقاطعة بني مكادة، اعتداء مُبيّت وانتقاميّ، في محاولة لترهيبه وقمع العمل الصحفي، بل أكثر من ذلك يحاول الحمامي دوما ربط موقع شمالي بالتحيز لحزب سياسي، وحتى لو افترضنا هذا الكلام صحيحا فإنه لا يتناقض تماما مع اخلاقيات العمل الصحفي وميثاق الضمير المهني، فمتى يعلم بعض السياسيون أن الصحافة مهنة ولها قواعد وأعراف ونصوص تنظيمية تؤطرها، كما أن هناك هيئات تحكيم ومؤسسات قضائية يمكن لمن اعتبر نفسه متضررا اللجوء إليها، عوض استخدام أسلوب العصابات في الشوارع!؟
من جهة أخرى، أخذت النقابة الوطنية للصحافة المغربية علماً بتفاصيل الحادث، ويُتوقّع إعلان موقفها من هذا الاعتداء والتطاول على الصحافة والصحافيين خلال الساعات القادمة.