إيكو بريس – متابعة ما تزال قضية إعفاء المدير العملياتي لشركة أمانديس طنجة، مولود النوراكي، من منصبه في ظروف غامضة لم تعلن الشركة المفوض لها بتدبير قطاع الماء والكهرباء، عن حيثياتها ولا أية تفاصيل تحيط بها، (ما تزال) تعد بمفاجآت كثيرة خلال الأيام القليلة المقبلة، يرجح أن يصل مداها إلى دهاليز القضاء، إذا لم تفلح محاولة وساطة لرأب الصدع بين إدارة الشركة الفرنسية وأحد كبار أطرها الإدارية. وحسب المعطيات التي توصلت إليها صحيفة “إيكو بريس”، فإن مولود النوراكي، فتح قناة التواصل مع أحمد الخطابي، مسؤول الموارد البشرية السابق، الذي يوصف بأنه ساعي البريد أو سفير النوايا الحسنة بين “فيوليا المغرب”، وبين كوادر شركة أمانديس في حالة التوترات الاجتماعية. جاء هذا التطور في قضية المدير العملياتي المعزول من منصبه، عقب الاستماع إليه من طرف أعضاء لجنة رباعية من إدارة فيوليا جاءت من باريس للتحقيق في ملفات تشوبها علامات استفهام في تدبيرها، وقد تم تحميل النوراكي مسؤوليتها وحده، وهو الشيئ الذي ظل يرفضه خلال دفاعه عن نفسه أمام أعضاء اللجنة، نافيا أية مسؤوليات له في الملفات موضوع التبليغات. وقد وجد النوراكي نفسه في موقف ضعف، تقول مصادرنا، بسبب مصادرة إدارة شركة أمانديس طنجة، حساب البريد الإلكتروني الذي كان يشتغل به طوال السنوات الماضية، لذلك رافق معه مفوضا قضائيا، وقد قامت أمانديس بنفس الخطوة، حيث حرر كل طرف من أطراف النزاع محضرا لفائدته، وذلك أمام أنظار ثلاثة أعضاء من المكتب النقابي UMT، والذي ظل زعيمه “شاهدا صامتا” خلال جلسة الاستماع إلى المدير العملياتي. وتضيف مصادرنا، بأن هناك أطرافا داخل الشركة تحاول “تغراق الشقف” للمدير العملياتي الموقوف، لأسباب “تمييزية” دون حجة أو دليل، وهو ما جعله يفكر في اللجوء إلى القضاء لرد الاعتبار، وحسم نزاع الشغل مع الشركة الفرنسية، تقول مصادر جيدة الاطلاع. وكانت النقطة التي حسمت جلسة الاستماع إلى النوراكي، هو عدم توفره على وسيلة للولوج إلى المراسلات البريدية لإثبات دفوعاته، و دحض الشبهات عنه، خصوصا فيما يتعلق بتبرير إعادة تصنيف سلم أولويات التدخل في أوراش قيد الأشغال وتنفيذ مشاريع الاستثمار، أو تأجيلها أو تأخيرها، وغير ذلك من الملفات التي تم تعليق عليها مشجب الاختلالات والخروقات المنافية للحكامة في تدبير شركة أمانديس، خلال فترة تولي مولود النوراكي، إدارة العمليات. من جهة أخرى، علمت “إيكو بريس” من مصادر رفيعة، أن قياديا نقابيا معروفا قد تنصل من الحضور لجلسات الاستماع إلى المدير العملياتي، مدعيا إصابته بوباء كوفيد، حيث صرح لإدارة الشركة بأنه أصيب بفيروس كورونا المستجد، لكن نتيجة فحوصات مخبرية للمعني بالأمر، كان أجراها قبل يوم واحد من ملازمته البيت بدعوى خضوعه الحجر الصحي، قد ظهرت نتائجها “سلبية”، وذلك بتاريخ 31 أكتوبر الماضي، حسب الأدلة التي نتوفر عليها، ومع ذلك دخل المعني بالأمر في حجر صحي منزلي بعد إشعار الإدارة عبر منصة إلكترونية داخلية. ويظهر من خلال الوقائع المتواترة أن خلفيات الحرب الدائرة داخل الشركة، تحركها دوافع مختلفة المصالح بعضها مرتبط بالصراع على المواقع داخل شركة أمانديس، خصوصا وأن قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل في المغرب، بقرة حلوب انتفع منها أشخاص تسلقوا المناصب بطرق معينة في فترات متقطعة من السنوات الماضية داخل شركات التدبير المفوض، وعندما يحين وقت الحساب والمساءلة، يتلبس بعضهم بلباس الطهرانية ونقاوة اليد، بينما مظاهر أحوالهم المعيشية الباذخة تفند مزاعمهم. وفي النتيجة يبقى المواطن الطنجاوي الحلقة الأضعف في المعادلة، ويكتوي السكان بالزيادات في فواتير الاستهلاك، وتتضرر صورة عاصمة البوغاز باعتبارها قطبا اقتصاديا يفترض أن يحافظ على استدامة الاستقرار الاجتماعي. ]]>