إيكوبريس محمد الراضي –
أفاد المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مساء أمس، بأن القرار الذي أعلنته السلطات الجزائرية، اليوم الأحد، بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني.
وأوضح المكتبان، في بلاغ مشترك، أنه نظرا لطبيعة جوار المغرب، وتحسبا لهذا القرار، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء، كما يتم حاليا دراسة خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديين المتوسط والطويل.
هذا البلاغ وضع الجزائر في وضع حرج، بعد أن صدر قرار وقف العمل بأنبوب نقل الغاز المار من المغرب، من أعلى هرم السلطة بالبلاد، لتصدر الإجابة من جانب المغرب من طرف المكتبين السابق ذكرهما فقط، باعتبارهما المسؤولين عن تسيير القطاع، ولا حاجة لإعطاء الموضوع بعدا سياسيا وديبلوماسيا. ليستمر المغرب بتلقين الجارة الشرقية دروسا ديبلوماسية مجانية، لعلها تهتدي للصواب.
أما بخصوص الغاز الطبيعي الجزائري فالمغرب يمتلك عديدا من الحلول لتعويضه، أولها استراد الغاز الطبيعي من إسبانيا، عن طريق الضخ العكسي باستعمال أنبوب الغاز نفسه الذي كان ينقل الغاز الجزائري من المغرب لإسبانيا.
كما يمكن استيراد الغاز من مصادر أخرى، كروسيا، النرويج، أو الولايات المتحدة الأمريكية.
لأجل ذلك يعتزم المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن إحداث شركة تحمل اسم ” ONHYM Midstream Co S.A” يتمثل نشاطها الرئيسي الأشغال ذات الصلة بنقل الغاز الطبيعي، خصوصا تدبير وإنشاء وتطوير شبكات النقل والصيانة وإصلاح وتشييد البنيات التحتية المتعلقة بنقل الغاز، إضافة إلى الأنشطة المرتبطة بتخزين المواد داخل خزانات أو تجاويف جيولوجية تحت الأرض.
بالإضافة لطرح وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لطلب عروض فيما يخص بناء وتشغيل وحدة عائمة لتخزين وإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز بالمغرب.
وفي السياق نفسه يسارع المغرب للبدأ في استغلال مكمن تندرارة للغاز الطبيعي، الذي يحوي احتياطيات تُقدر بنحو 20 مليار متر مكعب من الغاز، ومن المتوقع أن تبدأ شركة “ساوند إنيرجي” تشغيل الحقل والإنتاج منه في المستقبل القريب، مايمكنه أن يقلص واردات المغرب من الغاز.
في الجانب الآخر يمكن كذلك الاستغناء عن الغاز الطبيعي على المدى البعيد والاعتماد على الطاقات البديلة والمتجددة التي يعد المغرب رائدا فيها، حيث يمكن الرفع من القدرة الإنتاجية لمحطات تحويل الطاقة الشمسية، وتوسيع شبكة استخلاص الطاقة الريحية.
بذلك يمكننا القول أن وقف تشغيل خط أنابيب “المغرب العربي – أوروبا” لن يؤثر على المغرب في شيء، حيث يمكنه بسهولة تعويض الغاز الجزائري على المدى البعيد والمتوسط. ليبقى قرار الجزائر مجرد حلقة أخرى لمسلسل التصعيد الجزائري ومحاولة خلق توترات سياسية وأمنية بالمنطقة لتصريف أزماتها الداخلية.