الليموري يتجاهل فضيحة سوق سيدي احساين ويذهب للقاء السفير الصيني
في الوقت الذي يتكبد الاقتصاد المحلي لطنجة خسائر مادية وتتضرر صورة المدينة معنويا، جراء الحفر المنتشرة في مختلف الطرقات والشوارع والأزقة، يواصل منير الليموري رئيس المجلس الجماعي سفرياته وبرمجة لقاءات ذات طابع دبلوماسي، كأنه وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بحسب وصف المتتبعين للشأن المحلي.
وأجرى رئيس مجلس جماعة طنجة، ورئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، منير الليموري، الثلاثاء 18 مارس 2025، بالعاصمة الرباط، مباحثات مع سفير جمهورية الصين الشعبية بالمملكة المغربية، لي تشانغ لين، تمحورت حول آفاق التعاون في مجال الحكامة المحلية والتنمية المستدامة، وفق ما نشرته الصفحة الرسمية.
ويظهر أن منير الليموري القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة بطنجة، يستغل بشكل لافت صفة “رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات”، لتنظيم السفريات واللقاءات مع ممثلي البعثات الدبلوماسية الأجانب في المملكة.
لكن مخرجات وتوصيات تلك اللقاءات والتي أظهر منير الليموري براعته فيها، منذ 3 سنوات ونصف على ولايته، تظل ذات طابع شكلي لا أقل ولا أكثر، بحيث تنتهي بالتقاط صور تذكارية ولا ينتج عنها إجراءات يمكن ترجمتها فعليا على أرض الواقع.
استفزاز الساكنة بالسفريات
عوض أن ينكب رئيس مجلس جماعة طنجة، منير الليموري على معالجة فضيحة سوق سيدي ادريس التي كادت أن تهدد عاصمة الشمال باستضافة المونديال المرتقب سنة 2030، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، فإنه فضل تجاهل القضية بشكل تام.
وهللت الصفحة الرسمية لجماعة طنجة على فايسبوك، صباح اليوم الأربعاء، بزيارة المسؤول الجماعي لعاصمة البوغاز، ولقاءه مع سفير جمهورية الصين في العاصمة الرباط، والتي جرت أمس الثلاثاء.
واعتبرت الصفحة الرسمية أن هذا اللقاء شكل مناسبة لاستعراض المشاريع المنجزة بمنطقة طنجة بشراكة مع الفاعلين الصينيين، وتدارس الفرص الاستثمارية المتاحة لتعزيز الشراكة الثنائية.
كما أكد الليموري في هذا الصدد، انخراط الجمعية في مختلف المبادرات الرامية إلى توطيد التعاون بين الجماعات الترابية المغربية ونظيرتها الصينية، حسب ما أوردته الصفحة الناطقة باسم الجماعة.
وفي الوقت الذي تتجاهل الصفحة الرسيمة للجماعة فضيحة سوق سيدي ادريس، وتحديات البنية التحدية المتردية والخدمات الجماعية المتدهورة، والتي تنعكس سلبا مختلف القطاعات العامة والخاصة والاقتصادية والتجارية، تستمر في تلميع تحركات لا تعود بالنفع الملموس على ساكنة عاصمة البوغاز.
هل يقفز الليموري على دور مجلس جهة طنجة من خلال هاته الزيارة ؟
حاولت صحيفة “إيكوبرس” الإلكترونية، ربط الاتصال برئيس مجلس جماعة طنجة، لاستفساره عن الموضوع ومساءلته عن الأولويات التي يجب أن تتضمنها أجندة مسؤول في مثل منصبه، لكن هاتفه ظل يرن هذا الصباح دون مجيب.
وأثارت زيارة منير الليموري وتوقيتها، بصفة “رئيس الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات” تساؤلات حول الغرض الحقيقي منها، وأبعادها وأهدافها، هل هي زيارة شكلية من أجل التقاط الصور فقط أم أنها رسالة سياسية للتجمع الوطني للأحرار ؟
فكما هو معلوم فإن مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي يقوده حاليا عمر مورو، هو الجهة المخاطبة رسميا للمسؤولين الصينيين بخصوص مشروع مدينة محمد السادس الصناعية “طنجة تيك”، إلى جانب الفاعلين الخواص.
فلماذا إذن يُمعن في تكبد عناء السفر في كل مرة تارة إلى العاصمة الرباط، وتارة إلى خارج التراب الوطني لعقد لقاءات تندرج ضمن البروتوكولات الدبلوماسية، والتي يمكن أن تلقى الاستحسان لو أن مجلس جماعة طنجة نجح أو على أعتاب نجاحه في النهوض بالمجال الترابي للمدينة وتحدياتها.
لكن في هاته الحالة تثار أكثر من علامات استفهام حول الرسائل المراد توجيهها إلى الرأي العام ومختلف المتتبعين، هل سلطات ولاية طنجة هي المسؤولة عن تدهور البنيات التحية ؟؟ هل سلطات ولاية هي المسؤولة عن صيانة المخلفات والأضرار الناجمة عن التساقطات المطرية الأخيرة ؟ هل هي المسؤولة عن البؤر السوداء لنقط جمع النفايات المنزلية في الأحياء الشعبية والمناطق الهامشية ؟ هل هي المسؤولة عن تهالك خدمات الإنارة العمومية وانتشار الظلام في العديد من أزقة ودروب المدينة ؟؟
المثير، هو موقف سلطات الوصاية من تحركات منير الليموري الذي يرأس ثاني قطب اقتصادي في البلاد، ذلك أن وزارة الداخلية تبدو وكأنها راضية عن الوضع المتدهور لعاصمة البوغاز، أو كأنما تصلها تقارير مغلوطة عن الغليان الذي يروج في وسائل التواصل الاجتماعي، والانتقادات التي ترصدها الصحافة المحلية.
الصحافة الإسبانية تكشف فضيحة كادت تتسبب في حرمان طنجة استضافة المونديال
Discussion about this post