وفاة “العمدة” تعيد فتح الجرح الصحي بإقليم الفحص-أنجرة
خَيّم الحزن صباح اليوم على ساكنة فرسيوة وجماعة القصر الصغير بعد وفاة المستشار الجماعي محمد بولعيش العزيفي، الملقب بـ“العمدة”، الذي أسلم الروح ليلة أمس أثناء نقله إلى تطوان لتلقي العلاج إثر وعكة قلبية مفاجئة.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان.
غير أن هذا الرحيل المؤلم أعاد بقوة إلى الواجهة سؤالاً ظل يؤرق ساكنة الإقليم منذ سنوات: إلى متى سيستمر الاستخفاف بصحة المواطنين؟
فالراحل يقطن بفرسيوة، وكانت دقائق قليلة كفيلة بإنقاذ حياته لو أن المستشفى الإقليمي (الذي جرى تحويله فجأة إلى “مستشفى للقرب )كان جاهزاً، مجهزاً، ويشتغل بكامل طاقته. هذا المشروع الصحي الذي تجاوزت مدة أشغاله اثنتي عشرة سنة، دون محاسبة أو توضيحات رسمية مقنعة حول أسباب التأخر المستمر.
وفاة “العمدة” لم تكن مجرد حادث عرضي، بل صفعة جديدة تكشف هشاشة المنظومة الصحية بالإقليم، وتفتح الباب مجدداً أمام أسئلة حارقة:
من يتحمّل مسؤولية هذا التأخر؟ وكيف يمكن القبول بوضع يدفع المواطنون بسببه الأرواح ثمناً؟
ساكنة الفحص-أنجرة اليوم لا تطالب بالمستحيل؛ بل فقط بحقها الطبيعي في مستشفى يحفظ كرامتها، ويمنح مرضاها فرصة حقيقية للنجاة.

















Discussion about this post