حينما نزل جيل زد إلى الشارع في عدد من المدن المغربية جعل على رأس مطالبه إصلاحَ الأوضاع التي يشهدها قطاع التعليم العمومي، وإيلاءَه أهمية أكبر من بناء الملاعب وإصلاحها تأهبا لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى.
ولعل المشاكل التي يتخبط فيها قطاع التعليم العمومي ليست خافية على أحد، وفي مقدمتها الاكتظاظ الذي حول الفصول الدراسية قاعات أفراح، قياسا إلى بلوغ عدد التلاميذ في الفصل الواحد ما يفوق 50 تلميذا.
وهنا في طنجة ليس واقع التعليم أحسن حالا، ذلك أن المدارس تئن تحت وطأة الاكتظاظ الذي أرخى بظلاله على فرض الأمن بالمؤسسات التعليمية وفي محيطها، قياسا إلى تنامي ظاهرة العنف المدرسي المفضي إلى الموت أحيانا، بقدر ما انعكس على سير الدراسة بشكل طبيعي، وأدى إلى تراجع جودة التعلمات تحققا باعتماد التوقيت المستمر، الذي ينهك الأستاذ والتلميذ على حد سواء، حلا لتوفير القاعات الدراسية.
الرقم 55 يبلغ عن الخطر
تفيد الأرقام الصادرة عن عدد من المؤسسات التعليمية في عاصمة البوغاز بوصول عدد التلاميذ في الفصل الدراسي الواحد إلى 55 تلميذا.
هذا الرقم ولا شك يبلغ بالخطر الذي بات يتهدد المدرسة العمومية في مدينة عالمية أنفقت المليارات لتأهيل ملعبها الكبير، تأهبا لاحتضان بطولتي كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030.
فأن تتحول الأقسام إلى تجمعات للتلاميذ يعني أمرا واحدا ألا وهو ضعف بنيات التعليم العمومي في مدينة طنجة، ويستدعي تدخل الوزارة الوصية التي ترفع شعار مدرسة الجودة والنجاح لتعزيز البنيات التعليمية، مثلما يسائل المديرية الجهوية لأملاك الدولة.
المديرية الجهوية لأملاك الدولة تحت المساءلة
في الوقت الذي كان حريا بالمديرية الجهوية لأملاك الدولة بطنجة تخصيص الوعاءات العقارية لبناء مؤسسات تعليمية عمومية جديدة، ابتغاء تحجيم الاكتظاظ الذي يطبق على أغلب مؤسسات المدينة، فإنها فوتت بقعا أرضية لبناء مؤسسات تعليمية خاصة.
وتفيد الوقائع أن المديرية الجهوية لأملاك الدولة بطنجة منحت، قبل عام تقريبا، رجل أعمال نافذا في المدينة بقعة أرضية متنازع عليها بين مرجان ومسنانة.
وقد فوتت المندوبية الجهوية لأملاك الدولة إحدى الشركات الوعاء العقاري المتنازع عليه بموجب عقد كراء يمتد إلى 30 سنة قابلة للتجديد.
ويشتكي العديد من أولياء الأمور في مناطق ذات كثافة سكانية قلة المؤسسات التعليمية التي تجعل تنقل أبنائهم إلى مدارس بعيدة عن سكناهم رحلة عذاب يومي سواء على متن الحافلات او على الأقدام.
ومن هذه المناطق حي الرهراه الذي يضم مؤسسة تعليمية ابتدائية واحدة تستوعب ما يقارب 1700 تلميذ، وفق المعطيات التي تحصلت عليها إيكو بريس، في حين يضطر التلاميذ إلى قطع عشرات الكيلومترات لمواصلة الدراسة في المستويين الإعدادي والتأهيلي.
Discussion about this post