مؤسسات الريادة في المغرب تعيد التلاميذ إلى الوراء وتعذب أولياء أمورهم!
يبدو أن مشروع مؤسسات الريادة في المغرب الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قبل عامين، لم يحقق حتى اللحظة أي نتائج مثمرة سوى العودة بالتلاميذ إلى مرحلة الرياگة!
فعلى بعد شهر ونصف على انتهاء الأسدوس الأول، هاهي مؤسسات الريادة في المغرب ضمن السلك الابتدائي تشرع في إنجاز المقرر الدراسي، بعدما قضت شهرا ونصف شهر في دعم التلاميذ وفق مقاربة طارل المعتمدة في بوادي الهند.
وقد أجهد الأساتذة المساكين والتلاميذ المنحوسون أنفسهم في استرجاع دروس با بو بي، وكا كا كا كتب كريم، وكو كو كو كوكوعو، وهلم جرا وجرجرة في قطاع التعليم الذي صار مختبرا للتجارب الفاشلة، دون حسيب أو رقيب.
كما أن هذا التأخير في إنجاز المقرر الدراسي بدعوى تمتيع التلاميذ بدروس الدعم والثتبيت قبل الانتقال بهم إلى مكتسبات جديدة، أخرَّ اقتناءهم الكتب المدرسية بتوصية من مؤسسات الريادة، ليفاجؤوا بعد تلقي الضوء الأخضر بشرائها في الأيام القليلة الماضية بندرتها في المكتبات بعدما بلغ الدخول المدرسي نهايته.
وهكذا صار البحث عن الكتب المدرسية من قبل أولياء الأمور في منتصف شهر نونبر كبحث زوج عن قنفوذ اشتهته امرأة مسكينة حامل في ليلة شتوية ظلماء.
ثم إن اعتماد مؤسسات الريادة في المرحلة الابتدائية خطأ منهجي فادح سقطت فيه الوزارة، بما أنه يداوي نزرا قليلا من تعثرات التلاميذ السابقة، ويحرمهم مكتسبات جديدة.
ولذلك كان حريا بالوزارة الوصية المحترمة أن تعتمد مؤسسات الريادة في التعليم الأولى الذي يشهد أزمة خانقة، قياسا إلى وضعية معلمي هذا المستوى التعليمي الأساس.
فلا يخفى على أحد أن معلمي التعليم الأولي يتقاضون أجرا هزيلا لا يتعدى 3000 آلاف درهم، كما أنهم لا يتلقون تكوينا معمقا يمكنهم من تخريج أطفال متمكنين من الكتابة والقراءة والحساب قبل المرحلة الابتدائية.
Discussion about this post