إيكو بريس من طنجة رغم ما تبثه الحكومة والمسؤولين عن صناعة القرار السياسي والاقتصادي من تطمينات للمغاربة، فإن توالي أنباء غرق الشباب المغاربة في عرض البحر الأبيض المتوسط في مغامرة الهجرة بحرا نحو أوروبا، تعكس استمرار أزمة “اللاثقة” في المؤسسات، نتيجة الهوة الشاسعة بين المعلن في الخطابات وبين المنجز فوق أرض الواقع. آخر ضحايا أزمة اللاثقة في مستقبل مزدهر، شاب يافع لا يتجاوز عقده الثاني، كان يسمى قيد حياته سليمان الحليمي، رزئت فيه أسرته أول أمس، بعد أن فقد وسط أمواج البحر رفقة شابين آخرين كان ثلاثتهم يحاولون العبور نحو الضفة الأخرى على متن قارب مطاطي، وسترة برتقالية منفوخة بالهواء لم تنقذهم من الغرق. المعطيات المتوفرة من خلال ما عاينته صحيفة “إيكوبريس” بعد تصفح حساب فايسبوك يعود للهالك، أنه كان يمني النفس بالهجرة نحو أوروبا منذ عدة أشهر، حتى أنه نشر بتاريخ 12 أكتوبر 2020، صورة له على قارب مطاطي داخل محل للحلاقة، وأرفقها بتعليق بالخط العربي عبر فيها بما يخالجه من مشاعر مبكية “أنا خائف يا أمي بأني لن أراك مجددا، فأنا لم أضمن حتى الوصول، فكيف أن أضمن لك الرجوع”. وبعد هذا التاريخ، وبالضبط يوم الرابع من شهر يناير، نشر سليمان الحليمي صورة له رفقة أمه وهو يحتفل بعيد ميلاده الـ 18، وقد أرفقها بتعليق “يوما ما سأجعلك فخورة بي يا أمي هذا وعد مني”، دون أن يدري أن أمه سترزئ فيه بعد 3 أشهر من وعده لها، فقد رحل وتركها غارقة في بحر الحزن والألم خلال هذا الشهر الفضيل. قصة الشاب سليمان المبكية، استنساخ لقصص مئات أو آلاف من الشباب المغربي الذين يراودهم حلم الهجرة نحو أوروبا، ليس بحثا عن كسرة خبز، بل بحثا عن الكرامة وطلبا للحصول على مواطنة مفقودة في الوطن. هكذا هم يقولون. قد يجانبون الصواب لكنه إحساس من رحم الواقع، وإحساس المرء نادرا ما يخطئ!]]>