هشاشة الدعم القنصلي تتسبب في تفاقم الاعتداءات بالعنف على المغاربة بإسبانيا
تشهد الجالية المغربية في إسبانيا، على مدار سنوات، سلسلة متزايدة من حوادث العنف والاعتداءات التي تمس كرامتهم وحياتهم، وسط أجواء من الإهمال وضعف الحماية التي يواجهونها على المستويين القانوني والدبلوماسي.
وفي ظل هذه الظروف المقلقة، يبرز تساؤل عميق حول مدى فعالية الدعم القنصلي والتدابير المتخذة لحماية حقوق المغاربة في المهجر، لا سيما عندما تتعطل آليات المحاسبة وتغيب العدالة.
هشاشة الدعم القنصلي تتسبب في تفاقم الاعتداءات بالعنف على المغاربة بإسبانيا
كشف الإعلامي المغربي المقيم في أوروبا، أيمن الزبير، عبر منشور على صفحته في فيسبوك، عن تفاقم ظاهرة العنف الممارس بحق المغاربة المقيمين في إسبانيا، خاصة في ظل ‘ضعف الدعم القنصلي” وحالة “الإهمال” التي تعاني منها قضايا الانتهاكات الأمنية بحق الجالية المغربية.
وأوضح الزبير أن حادثة مقتل المواطن المغربي عبد الرحيم على يد شرطي إسباني ليست حالة معزولة.. بل تمثل وجها آخر من وجوه العنف الأمني المتكرر ضد المغاربة في إسبانيا، مذكِّرا بوقائع مشابهة تعود إلى عام 2012 حين وثق مأساة عبد الله العسري الذي تعرض للعنف الأمني حتى وصل إلى حالة شلل نصفي وهو يرقد في مستشفى محلي.
وأضاف الزبير أن القاسم المشترك في هذه الانتهاكات هو غياب المحاسبة، إذ تُطوى معظم الملفات دون تحميل أي طرف المسؤولية، وهو ما يعزز من ثقافة الإفلات من العقاب.
وأشار إلى أن منظمة العفو الدولية توثق سنويا مثل هذه الانتهاكات في تقاريرها تحت عنوان “ملح في الجراح”. حيث تشير إلى عدة أنماط متكررة من بينها تضامن رجال الشرطة وتكتمهم على تجاوزات زملائهم، وهو ما يعرف بـ”العصبية المؤسسية”، إضافة إلى اعتماد القضاء بشكل شبه مطلق على رواية الشرطة كمرجع للحقيقة، فضلاً عن الصعوبات القانونية والبيروقراطية التي تواجه الضحايا في سعيهم لتحقيق العدالة.
عداء متجذر
وأكد الزبير أن الاعتداءات على المغاربة في إسبانيا لا تكلف من يرتكبها شيئا على المستوى السياسي أو القضائي، وذلك نتيجة عداء متجذر في أوساط يعززها خطاب إعلامي وسياسي عدائي أحيانا، ويتحول إلى ممارسات ميدانية بلا رادع.
كما لفت الانتباه إلى هشاشة الدعم القنصلي المغربي في إسبانيا، الذي يقتصر غالبا على المتابعة الإدارية فقط دون مواقف دبلوماسية حازمة تحمي كرامة المواطن المغربي وتضع خطوطا حمراء في التعامل.. حتى لو كان ذلك باسم حسن الجوار.
إضافة إلى ذلك، سطر الإعلامي على ضعف العمل الجمعوي والحقوقي داخل الجالية المغربية، وهو ما يفسر جزئيا غياب قوة ضاغطة قادرة على التحرك بفعالية للدفاع عن حقوق المغاربة في مواجهة هذه الانتهاكات.
وختم الإعلامي تدوينته بتعبير عن مرارة الإحساس بعدم المساواة. وقال: “تخيلوا لو كان اسم الضحية مانويل بدل عبد الرحيم، ولو سجل الفيديو في مدينة أصيلة بدل ضاحية مدريد. قبح الله الغربة. رحم الله عبد الرحيم وكل ضحايا الخبز المر”.
ذات صلة:
فرص استثمارية جديدة للمقاولين.. لقاءات مباشرة مع فاعلين اقتصاديين من إسبانيا بطنجة
Discussion about this post