ترقب شديد ماذا ستفعل قنصل المغرب في مورسيا بعد العنف العنصري على المهاجرين
بينما خرج حزب فوكس اليميني المتطرف، يُحرض الإسبان على المهاجرين المغاربة، ويدعو لطردهم من بلاد الأندلس، في أعقاب اندلاع أعمال عنف واعتداءات عنصرية على المهاجرين المغاربة، يسود ترقب حول ماذا ستفعل القنصل العام في إقليم مورسية سناء مروح، عقب هاته الأزمة.
لكن مصدرا ديبلوماسيا، قلل من تداعيات الأحداث التي انفلتت إلى مواجهات بين شبان مغاربة وإسبان، ردا على الاعتداء العنصري الذي تعرض له المهاجرون من طرف يمينيين متطرفين.
وقال المصدر الذي تحدثت إليه صحيفة “إيكوبريس”، إن وسائل الاعلام الإسبانية الرسمية، لم تنخرط في موجة اتهام المغاربة باقتراف الاعتداء على المواطن الإسباني العجوز، مؤكدا أن الإعلام الرسمي يتعامل بالحياد مع القضية، مع مواكبة تطورات التحقيقات التي تباشرها السلطات بكثير من الموضوعية.
إذ لغاية اليوم، لم توجه الاتهامات بشكل رسمي إلى ضلوغ الشبان المغاربة في حادث الاعتداء على الرجل المسن.
وكشف المصدر أن الشرطة الإسبانية تواصل بحثها في قضية الاعتداء على العجوز الإسباني، وهو الحادث الذي كان شرارة اندلاع الأحداث قبل يومين، في بلدة طوري باتشيكو القروية ضواحي إقليم مورسية المعروف بحقوله الفلاحية ونشاطه الزراعي.
مصدر عليم، قال بأن قنصلية المغرب في مدينة مورسيا ما تزال تستجمع المعطيات بتنسيق مع السلطات الرسمية في البلاد، قبل الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام المغربية.

تورّي باتشيكو… مرآة إسبانيا المنسية ما هي قصتها
بقلم أيمن الزبير … إليكم محاولة لفهم أزمة تورّي باتشيكو *
في تورّي باتشيكو، بلدة صغيرة وسط كامبو دي قرطاجنة، يتكثف كل ما يحاول المجتمع الإسباني تجاهله. هنا، يعمل ما يقرب من 20 ألف مهاجر ومهاجرة في حقول الزراعة المكثفة التي تزوّد أوروبا بخضرواتها، بينما يعيش هؤلاء العمال في ظروف تُشبه القرون الماضية.
نموذج الإنتاج الزراعي في هذه المنطقة لا يكتفي باستنزاف الأرض، بل يستنزف أجساد البشر أيضًا. لقد غيّر هذا الواقع التركيبة الديمغرافية، وأفرز توترات اجتماعية عميقة، خلقت نوعًا من الفصل غير المعلن:
العمال المهاجرون وأبناؤهم في جهة، والعائلات الإسبانية المحافظة في جهة أخرى.
مدارس خاصة في بلدات مجاورة وُجدت لتجنّب “الاختلاط”، وكأن هؤلاء العمال يحملون وصمة لا تزول.
على المستوى الاقتصادي، تواصل شركات الزراعة بناء أرباحها على معاناة هؤلاء الناس. أجسادهم المنهكة تتحول يوميًا إلى سلعة، تمامًا كما تتحول خيرات الأرض إلى أرباح مضاعفة. وتستفيد هذه الشركات من حالة اللامبالاة المجتمعية والتطبيع التدريجي مع الظلم. كلما زاد الصمت، زادت الأرباح.

أزيد من 50 جريمة إيذاء جسدي وجنسي
لكن هذه الحقول لا تخفي فقط عرق العمال، بل تخفي أيضًا جرائم أكبر. ففي عام 2020، اعتُقل تسعة من رؤساء العمال بتهم ثقيلة: 30 جريمة انتهاك لحقوق العمال وخمس وعشرون جريمة تتعلق بالتحرش والاعتداء والإيذاء الجنسي.
وفي عام 2025، كُشف عن تحرير 32 امرأة كنّ يتعرّضن للاستغلال الجنسي، إلى جانب خمس أخريات استُغِللن في العمل. ومع ذلك، لم يُعتقل سوى 14 شخصًا، بينما بقي كثيرون طلقاء بلا محاسبة.
تورّي باتشيكو ليست مجرد بلدة زراعية.
إنها مرآة تكشف وجه إسبانيا حين يتعلق الأمر بالمهاجرين: نظام إنتاجي قائم على الاستغلال، صمت اجتماعي مريب، ويمين متطرف يختزل الكراهية كلها في سؤال بسيط:
“لماذا جاؤوا إلى هنا؟”
لكن الإجابة واضحة لمن أراد أن يرى:
لأن حقول إسبانيا بحاجة إلى أيادٍ رخيصة،
ولأن أوروبا تحتاج دائمًا لمن يعمل بصمت… و يموت بصمت…
صحفي مغربي مقايم في إسبانيا
Discussion about this post