إيكو بريس بريس متابعة يستمر الترحال السياسي في استنزاف حزب الأصالة والمعاصرة من منتخبيه المخضرمين، على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، بعد إعلان انتقالهم إلى أحزاب منافسة في حمأة الصراع الانتخابي. فقد تأكد هذه الأيام بشطل رسمي، هجرة جماعية للمستشارين ورؤساء المجالس الجماعية القروية في إقليم فحص أنجرة، من الأصالة والمعاصرة إلى حزب الاستقلال، تاركين المقاعد في البام شاغرة لحالها. وإزاء هذه المعطيات بات واضحا أن الأصالة والمعاصرة من الصعب أن يحصل على أي مقعد برلماني في إقليم فحص أنجرة، ناهيك عن خسارته جل رؤساء الجماعات القروية الذين انقسموا بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة، وذلك بعد أن كان ممثلا فيالولاية التشريعية بالبرلماني رضوان النوينو. أما في إقليم شفشاون، فتشير توقعات المراقبين إلى أن عبد الرحيم بوعزة يصعب عليه أن يظفر بمقعد برلماني بعد مغادرة السند توفيق الميموني، ذلك أن هذه الدائرة الانتخابية ذات الطابع القروي، تضم منافسين من العيار الثقيل ينتمون لأحزاب الاتحاد الاشتراكي الضارب جذوره في الإقليم، ثم حزب الاستقلال، يليه التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الدستوري. وأمام شراسة المنافسة، ترى التوقعات أن ينحسر رهان حزب الأصالة والمعاصرة بدائرة شفشاون في ظفر عبد الرحيم بوعزة على أكبر بقية من أصوات الناخبين. أما في إقليم الحسيمة، فتتحدث المصادر عن كون حزب الأصالة والمعاصرة لم يجد بعد ورقة رابحة للدفع بها في معترك السباق الانتخابي في عاصمة الريف، حيث لم يستقر رأي أحد الأسماء البارزة في قرارها الترشح باسم الجرار من عدمه. حظوظ في وزان و تطوان الحظوظ التي يتوفر عليها البام تبدو راجحة نوعا ما في دائرة تطوان التي سيتقدم إليها محمد العربي أحنين وكيلا للائحة، قادما من حزب التقدم والاستراكية، حيث يتوفر رئيس مجموعة جماعات الترابية للبيئة، على قوة قد تعيد التوازن الذي اختل مع نور الدين المطالسي البرلماني المطرود من صفوف حزب الجرار. كما يمتلك الأصالة والمعاصرة فرص الحفاظ على مقعده بدائرة المضيق الفنيدق، إذا لم تحصل مفاجآت آخر ساعة. وتبقى أهم دائرة انتخابية حافظ فيها البام على تماسكه التنظيمي وحضوره الميداني، تتثل في إقليم وزان الذي سيعود إليه العربي المحارشي وكيلا لانتخابات مجلس النواب، مؤازرا بجل المنتخبين الكبار في العالم القروي. وحسب معطيات استقاها موقع “إيكوبريس” من مصادر حسنة الاطلاع، فإن العربي المحارشي تمكن من تغطية جميع الدوائر الانتخابية الجماعية، مع تعبئة مكثفة في صفوف القواعد والمنتسبين إلى البام في الإقليم. الدفوف متذيل الصفوف على مستوى عمالة طنجة أصيلة، لا تبدو حظوظ عادل الدفوف وكيل لائحة الأصالة والمعاصرة للانتخابات البرلمانية وفيرة، حيث أن لا أحدا من المتتبعين للشأن المحلي يرجح اسمه ولا يتحدث عنه حتى كمنافس قادر على خلق المفاجأة، وذلك أمام منافسين لهم باع طويل في الاستحقاقات الانتخابية، وأحزاب لها قاعدة ثابتة. ومما قد يزيد الانكسار الحزبي للبام في طنجة، هو المغادرة النهائية التي قد يعلن عنها في الأيام القليلة المقبلة، أحمد الإدريسي، من البام إلى حزب كبير منافس، وهو ما سيشكل حتما ضربة قاصمة لكون رؤساء الجماعات القروية بجهة الشمال، لهم ولاء شخصي للإدريسي وليس للجرار، ولا أدل على ذلك، رحيل أبرز الأعيان في العالم القروي بإقليم العرائش لحزب الاستقلال، تاركين مقاعد الأصالة والمعاصرة في البرلمان والجماعات الترابية خاوية على عروشها. ورغم كل هذه الكبوات التنظيمية، فإن الأمين العام الجهوي عبد اللطيف الغلبزوري، لا يرى فيها ما يبعث على القلق، فقد سبق أن طمأن في تصريح هاتفي مع صحيفة “إيكوبريس” بأن التطورات الأخيرة المرتبطة بالترحال السياسي ظاهرة لازمة لكل استحقاق انتخابي، وليست مرتبطة بحزب الأصالة والمعاصرة وحده. لكن بلغة الأرقام فإن البام في هذه المحطة هو الأكثر تضررا من بقية الأحزاب الكبيرة.]]>