من المستشفى الأقرب إلى الأبعد.. مهنيون يدقون ناقوس الخطر حول بروتوكولات التدخل الطبي الطارئ بطنجة
تجددت صرخات مهنيي الصحة والطب بطنجة عقب حادثة سير وقعت على مقربة من المستشفى الجامعي محمد السادس، حيث جرى نقل المصاب بشكل مثير للاستغراب إلى مستشفى محمد الخامس بدل إدخاله مباشرة إلى المستشفى الجامعي، الذي لا يبعد سوى خطوات عن مكان الحادث ويُعد أكثر استعدادا للتدخل الفوري وإنقاذ الأرواح.
ويطرح هذا السلوك الإداري واللوجستي، حسب مهنيين، علامات استفهام عميقة حول مسار التدخلات الطبية الطارئة بالمدينة. إذ يُفترض أن تكون الأولوية في جميع الأعراف الطبية والإنسانية هي إنقاذ الحياة بأقصر مسافة وأسرع وقت، قبل التفكير لاحقا في إحالة الحالة إلى مراكز أخرى بعد استقرارها.
وأثارت الممارسات المسجلة انتقادات واسعة من داخل الأوساط الطبية، التي تساءلت عما إذا كان هناك ارتباك في التنسيق بين مصالح الوقاية المدنية والمستشفيات، أم أن هناك تعليمات إدارية غير مفهومة تدفع سيارات الإسعاف إلى تجاوز المستشفى الأقرب، أو ربما اختلالات في بروتوكولات التدخل الطبي الطارئ.
وتبقى المسؤولية، بحسب المتابعين، مشتركة بين إدارة المستشفى الجامعي محمد السادس التي يُفترض أن تكون في الصف الأول لاستقبال الحالات المستعجلة، والوقاية المدنية المطالبة باختيار الوجهة الطبية الأنسب والأقرب، إلى جانب السلطات الصحية الجهوية التي تقع على عاتقها مهمة وضع بروتوكولات واضحة تمنع تكرار مثل هذه الممارسات التي قد تكلف حياة مواطنين.
ويشير مهنيو القطاع إلى أن هذا الملف ليس معزولا، بل يندرج ضمن إشكال أوسع يتعلق بمسار العلاج داخل المنظومة الصحية، والذي سبق أن أثارته عدة منابر إعلامية دون أن تُسجّل إصلاحات ملموسة. مما يجعل حياة المرضى والمصابين عرضة لقرارات ارتجالية بدل أن تكون الأولوية المطلقة للإنقاذ الفوري.
Discussion about this post