انطلقت اليوم الجمعة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة فعاليات ملتقى مهندسي الشمال، تحت شعار “الاقتصاد الرقمي: محفز للحكامة الرشيقة والمستدامة، في فجر المغرب الرقمي 2030”.
ويجمع هذا الحدث، المنظم على مدى يومين بمبادرة من المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة وتطوان والحسيمة وكليتي العلوم والتقنيات بطنجة والحسيمة، طلبة وخريجي مؤسسات التعليم العالي التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، التي تكون المهندسين والدكاترة، مع ممثلي النسيج الاقتصادي في أفق تسهيل اندماج الطلبة في سوق الشغل وبحث تحديات تطور حاجيات القطاعات الاقتصادية للموارد البشرية عالية التأهيل.
ويمكن الملتقى من استكشاف كيفية إمكان دمج التقنيات الرقمية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، في الممارسات المؤسساتية، ليس فقط من أجل تحسين فعالية الإدارة، ولكن أيضا للاستجابة للتحديات البيئية والاجتماعية الراهنة.
كما يتيح الملتقى للشركات فرصة ثمينة للالتقاء بعدد من الكفاءات الشابة عالية التأهيل والتدريب على أحدث التكنولوجيات وعلى إدراك تام بتحديات العصر الرقمي، فيما يسمح للطلبة بالتواصل مباشرة مع المسؤولين عن التشغيل بكبريات الشركات الوطنية والعالمية المشاركة في الملتقى، والاستعداد للعصر الرقمي وإقامة علاقات شبكات مهنية قوية، من خلال التواصل مع خبراء الصناعة والموجهين، وطلب المشورة بخصوص تحديات سوق الشغل.
وتركز نسخة 2024 من الملتقى بشكل خاص على الاقتصاد الرقمي كمحرك للحكامة الرشيقة والمستدامة، وهو موضوع راهن يكتسي أهمية بالغة في فجر استراتيجية المغرب الرقمي 2030، إذ يدعو هذا الموضوع إلى التفكير في الدور الذي سيلعبه المهندسون في مجال التحول الرقمي وضمان الانتقال نحو اقتصاد أكثر شمولا وكفاءة.
في كلمة خلال افتتاح الملتقى، الذي جرى بحضور القنصل العام لفرنسا بطنجة وممثلي مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والنسيج الاقتصادي الجهوي، أبرز مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بطنجة، أحمد موسى، أن الملتقى فرصة للمشاركين لاستكشاف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وكيفية إدماجها في التعاملات المؤسساتية من أجل تطوير منظومة التدبير وإيجاد حلول ناجعة للتحديات البيئية والسوسيو-اقتصادية ومناقشة الآليات الاستراتيجية لتأمين نجاح التحول الرقمي، تماشيا مع التعليمات الملكية السامية بضرورة الانتقال إلى اقتصاد شامل ومبتكر.
وأشار إلى أن جامعة عبد المالك السعدي، من خلال المدارس الوطنية للعلوم والتقنيات الثلاث وكليتي العلوم والتقنيات، تعمل على تكوين حوالي 1000 مهندس في السنة في قطاعات واعدة، من قبيل المعلوميات والإلكترونيات ونظم الشبكات والبيئة والتنمية المستدامة، وغيرها.
من جهته، تطرق نائب رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، رفيق بلقرشي، إلى مبادرات مجلس الجهة لتعزيز الرقمنة في التدبير الإداري والتخطيط الاستراتيجي وضمان المشاركة المواطنة، وكذا انخراطه في برنامج الحكومة المنفتحة الذي يرتكز أساسا على الرقمنة، معتبرا أن الاقتصاد الرقمي مدخل لتحقيق التنمية المتوازنة والشاملة والمستدامة، من خلال مساهمته في إيجاد حلول مبتكرة لمجموعة من التحديات القائمة.
من جانبه، ذكر عميد كلية العلوم والتقنيات بطنجة، مصطفى الدياني، بأن المؤسسات الجامعية بشمال المملكة انخرطت في تلبية حاجيات القطاعات الاقتصادية من الموارد البشرية المؤهلة عبر توسيع العرض التربوي وإطلاق شعب جديدة تتماشى وسوق الشغل، مذكرا بأن كلية العلوم والتقنيات تتوفر على 7 شعب ذات صلة بالرقمنة.
وتتوزع أشغال الملتقى على جلستين رئيسيتين حول “تقوية القدرات الرقمية والأمن السيبراني : استباق تكوين يد عاملة حذقة لمغرب الغد” و”تطوير المهارات الناعمة في حقبة رقمنة العالم المهني”.
يذكر أن الدورة السابقة من ملتقى مهندسي الشمال استقطبت أكثر من 3000 مشارك، مما يدل على أهمية هذه الفعالية العلمية باعتبارها منصة للقاء بين المقاولات ومهندسي المستقبل.
Discussion about this post