شكل تنظيم تظاهرة “Speed Finance Day” بمدينة مراكش محطة بارزة في مسار دعم وتمويل نمو المقاولات بجهة مراكش-آسفي، لما تحمله من أبعاد اقتصادية وتنموية تعكس التحول النوعي الذي يشهده مناخ الاستثمار على المستوى الجهوي.
وجاء هذا الحدث، الذي نظمه المركز الجهوي للاستثمار مراكش-آسفي بشراكة مع التعاون الألماني (GIZ)، في سياق تنزيل التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تعزيز ولوج المقاولات إلى التمويل ودعم الاستثمار المنتج، وكذا في إطار إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وفق المقتضيات القانونية الجديدة، بما يجعل من هذه التظاهرة آلية عملية لتفعيل حكامة الاستثمار وتقريب الخدمات المالية من حاملي المشاريع .
وتتجلى أهمية “Speed Finance Day” في كونه منصة غير مسبوقة جمعت أزيد من 160 فاعلاً اقتصادياً ومالياً، من مقاولات ومؤسسات بنكية وصناديق استثمار ومؤسسات عمومية، حول هدف واضح يتمثل في تسريع ولوج المقاولات، خاصة الصغرى والمتوسطة، إلى حلول تمويلية متنوعة وملائمة لطموحات النمو. وقد مكّن هذا اللقاء من خلق تفاعل مباشر بين المقاولين والفاعلين الماليين، بما يختصر الزمن ويُسرّع اتخاذ القرار الاستثماري .

ويكمن البعد الاستراتيجي لهذا الحدث في اعتماده على صيغة مبتكرة قائمة على عروض مختصرة ومركزة، تتيح لكل مقاولة تقديم مشروعها في مدة وجيزة أمام مختلف الممولين، وهو ما يعزز نجاعة التواصل، ويساعد على تشخيص الحاجيات التمويلية بدقة، ويفتح الباب أمام شراكات فعلية تشمل التمويل البنكي، وآليات الضمان، والاستثمار في رأس المال، وحتى ولوج سوق البورصة .
كما أبرزت التظاهرة أهمية تنويع مصادر التمويل باعتباره رافعة أساسية لتحويل المقاولات الجهوية إلى فاعلين اقتصاديين أقوياء قادرين على خلق القيمة المضافة وفرص الشغل، وهو ما يعكس رؤية المركز الجهوي للاستثمار الرامية إلى بناء جسور دائمة بين عالم المقاولة وعالم التمويل، في أفق تعزيز تنافسية النسيج الاقتصادي الجهوي .
وشهد “Speed Finance Day” حضور مؤسسات وطنية وازنة، من ضمنها وزارة الاستثمار، وبنك المغرب، وتمويلكم، وبورصة الدار البيضاء، والاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة مراكش-آسفي، إلى جانب فاعلين في مجال الاستثمار ورأس المال، ما يعكس الأهمية الوطنية والجهوية التي يكتسيها هذا الحدث، ودوره في إرساء دينامية جديدة لتمويل الاستثمار .

ويمكن اعتبار هذه المبادرة خطوة عملية نحو تحسين مناخ الأعمال وتحقيق نمو اقتصادي أكثر شمولية واستدامة بجهة مراكش-آسفي، حيث تراهن الجهات المنظمة على جعل هذا النموذج منصة دائمة لدعم المقاولات، ومواكبة المشاريع الواعدة، وتحويل الأفكار الاستثمارية إلى مشاريع ملموسة تساهم في التنمية الجهوية والوطنية.

















Discussion about this post