إيكو بريس – متابعة يبدو أن متاعب الفرقاء الليبيين ما إن تقطع شوطا مهما من المشاورات، حتى تخرج في طريقها عقبات تهدد بنسف النتائج المتوصل إليها، فقد دعا عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في طبرق إلى عقد اجتماع موازي لمجلس النواب في مدينة بنغازي التي تخضع لسيطرة قوات خليفة حفتر، وذلك يوم الاثنين المقبل. وأصدر عقيلة صالح بيانات يدعو فيه أعضاء المجلس لحضور الجلسة الرسمية بالمقر الدستوري للبرلمان في مدينة بنغازي، يوم الاثنين الموافق لـ 7 ديسمبر الجاري، لمناقشة جدول أعمال المجلس والتطورات الراهنة للأوضاع في البلاد. وبينما حقق النواب الليبيون الذين اجتمعوا في طنجة بأغلبية عدية كاملة النصاب، تقدما كبيرا في المشاورات تجاوزوا خلالها الخوض في النقاشات السطحية والمواضيع الهامشية، إلى الاتفاق على إعادة تفعيل الدور الدستوري والتشريعي والرقابي لمجلس النواب الليبي، وتوحيد البلاد وتسمية المناصب القيادية لمؤسساتها السيادية. وترى مصادر متتبعة للشأن الليبي، أن خرجة عقيلة صالح اليوم الخميس، وذلك بالتزامن مع وصول 103 نائب ليبي في رحلة جوية من مدينة طنجة المغربية، إلى مطار غدامس الواقعة على الحدود التونسية الجزائرية، سببها أمران أساسيان؛ الأول استشعار عقيلة صالح أنه غير مرغوب فيه للاستمرار في قيادة مجلس النواب الليبي، وفقدانه ثقة الأغلبية العددية التي يمكنها انتخاب رئيس جديد للبرلمان. أما السبب الثاني المباشر، المرجح أن يكون دافعا لعقيلة صالح إعلانه في تصريح لقناة العربية التابعة للسعودية، والتي يوجد مقرها في الرياض، يتمثل في التدخلات الأجنبية الخفية لإفشال مساعي المملكة المغربية في دعم الحوار السياسي في ليبيا وإنهاء الأزمة التي طال أمدها لسنوات، لعل أبرزها التدخل الروسي الذي استضاف عقيلة صالح في موسكو بالتزامن مع الاجتماع التشاوري في طنجة، إضافة إلى جمهورية مصر التي حاولت التشويش على اجتماع النواب الليبيين في طنجة، بدعوة عقيلة صالح لعقد جلسة في مقر البرلمان المصري بالقاهرة. وكان أعضاء البرلمان الليبي الذين أبدوا إصرارا كبيرا على الالتئام في مدينة غدامس، بهدف توحيد السلطة التشريعية، قد ناقشوا في اجتماع طنجة إمكانية إدخال تعديلات على اللوائح الداخلية لمجلس النواب، وطرح إمكانية تغيير رئيسه ونواب، وهي النقط التي لم تحضى بقبول عقيلة صالح وفئة من النواب الموالين له. من ناحية أخرى، يحاول الإعلام الإماراتي والسعودي حجب التوافق السياسي الليبي بإثارة فزاعة تنظيم الإخوان المسملين في ليبيا، في حين أكدت مصادر ليبية أن حزب البناء والعدالة لا يتوفر حتى على عدد مقاعد كافي تؤهله لرآسة لجنة نيابية في البرلمان الليبي، وهي الحقائق التي تحاول بعض وسائل الإعلام إخفاءها وتضليل الرأي العام العربي. كما أن وكالة سبوتنيك الروسية، قالت في تقرير لها بأن ليبيا تعاني من فوضى وصراع على السلطة، متناسية مخرجات التسوية السياسية التي توصل إليها الفرقاء الليبيون في المسارات الحوارية بالمملكة المغربية.]]>