مَن بان بُهتانه؛ زال سُلطانه!
طالعتُ البيان المتفاعل ببرودة وغباوة مع انتفاضة الشابات والشبان؛ فأثارت انتباهي جملة تضمّنها أَوحَت إليّ بأني أمام حكومة “إنجازات ومبادرات غير مسبوقة في تاريخ البشرية”، جاء فيها قولهم: “مواصَلة المَدّ الإصلاحي الكبير!”…
فعدتُ أتأمّل صورة الأغلبية البيضاء النقية من أي إنجاز عملي حقيقي لفائدة الأمّة، لأرى إن كان من بين الحاضرين (عبد الرحمن الكواكبي) أو (جمال الدين الأفغاني) أو (قاسم أمين) أو (علال الفاسي) أو (الحجوي الثعالبي) أو (خير الدين باشا) أو (مالك بن نبي)؛ لكَون الحقائق والتاريخ يؤكدان أنّ هؤلاء وغيرهم من الكبار مَن مهّدوا وثابروا وأطلقوا شرارة المدّ الإصلاحي الكبير في العالم العربي والإسلامي، ولم يسبق أن علمتُ بوجود أصحاب ألقابِ “إنجازات” و”إصلاحات” في غير موْضِعها؛ أمثال (أخنوش عبد العزيز) و(نزار بن بركة) و(فاطمة بنت المنصوري) و(ابن الراشدي) و(ابن برادة) صانع مصّاصات الحلويات!
ولو ذهبنا نصدِّق بحقيقة مَدٍّ إصلاحي كبير في قطاعي الصحة والتعليم كما أومأ البيانُ/البُهتان؛ فلماذا تُرابط هذه الجموع الشبابية في الساحات في “ثورة الأيام الأربعة”، من وجدة شرقا إلى الصخيرات غربا ومن أگادير جنوبا إلى تطّاون شمالا؟
لماذا تحتج وتصرخ وتُكذّب مساحيقكم التجميلية وعباراتكم التنميقية التي أمطرتمونا بها منذ حللتم في بيتِ حكومة أكبر من مقاسكم، ووزارات أوسع من عقول رجالكم؟

بكلمة؛ إنّ الحقيقة دائما تنتقم من التزوير، والنافخون في بالونِ الوهْم الكبير حَتْما سيأتي اليوم الذي سينفجر في أوجههم، ويُظهرهم عُراة من أي شرَف.. أما المناضلون والمحتجون فهُم الشرفاء، ورمز الوفاء، وأبناء وبنات الوطن، الذي نريد أن نحيا فوق ترابه بعزة وكرامة.
Discussion about this post