أحمد الخلفاوي – إيكو بريس
ظاهرة التسول نقطة سوداء في صيف طنجة تزعج ساكنتها وتنغص على زوارها متعتهم
أينما وليت وجهك بمدينة طنجة أثناء فصل الصيف الجاري التقيت متسولا ومتسولة، في ظاهرة تسيء إلى صورة المدينة، وتزعج ساكنتها وزوارها على حد سواء.
والملاحظ أن عدد المتسولين في طنجة ازداد من حلول فصل الصيف، حتى أنهم شكلوا جحافل منتشرة على طول المدينة، فلا عجب أن يعترضوا طريقك في الشواطئ، والأسواق، وإشارات المرور، وأبواب المساجد، وليس غريبا أن يقتحموا عليك المقاهي والمطاعم، مستدرين عطفك بطرق شتى لكنها تتشابه في كونها تسبب الإزعاج نفسه.
فمن المتسولين من يرافقك مسافة طويلة كظلك وهو يسرد عليك معاناته دون كلل أو ملل، ويستعطفك إلى حد إحراجك، محاولا أن ينتزع منك دريهمات. ومنهم أطفال ذكور وإناث يقترحون عليك شراء علبة المناديل الورقية عند إشارات المرور.
مهنة من لا مهنة له
لا يتعلق الأمر هنا بالفقراء وذوي الحاجة، ممن ضاق بهم الحال وخرجوا يبحثون عن من يمد لهم يد العون والمساعدة في مرحلة ظرفية، وإنما يتعلق الأمر بنشاط منظم تزايد الإقبال عليه من أشخاص بشكل فردي وجماعي، نظرا لما يحقق لهم من مدخول مالي لا يحلمون به في أي مهنة أخرى من مهن العمل اليومي، لذلك صارت حرفة إعتيادية لدى البعض قياسا إلى عائداتها الكبيرة، وفق مصادر من السلطات المحلية.
ورغم الحملات التي تشنها السلطات بين الفينة والأخرى، إلا أن جحافل المتسولين، وغالبيتهم قادم من خارج المدينة ومن أقاليم بعيدة، لغاية واحدة، اجتياح الشوارع خلال فصل الصيف الذي تشهد فيه عاصمة شمال المملكة توافدا غزيرا للسياح المغاربة وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
ومنهم من يشتغل ضمن أسرة واحدة، متسترة بقناع امتهان بيع الورود أو الإكسسوارات أو غيرهما، لا تجد حرجا في اقتحام الفضاءات العامة، وإزعاج رواديها قياسا إلى وقاحتها في عرض سلعتها حتى أنها تدخل معهم في ملاسنات إذا رفضوا اقتناء سلعتها.
وأمام هذا الوضع تعلو أصوات ساكنة المدينة وزوارها مطالبة السلطات بالتدخل العاجل للحد من هذه الظاهرة التي لا تليق بمدينة عالمية يعيش فيها أكثر من مليون شخص، وتتصدر الوجهات السياحية بالمغرب، وفق آخر الإحصاءات الرسمية..
Discussion about this post