إيكونوميك بريس من طنجة
تأبى تصرفات عديمة المسؤولية لبعض المستخدمين المغاربة في مؤسسات استقبال حيوية، كالمطارات الجوية والموانئ البحرية، إلا أن تنغص على أفراد الجالية المغربية القادمة من ديار المهجر لوعة الوصال بوطنها الأم.
إحساس مشابه ذاك الذي انتاب مواطنة مغربية قادمة من التايلاند، إلى المغرب، يوم الإثنين 12 غشت 2019، في الرحلة القادمة من بولونا إلى طنجة، عبر رحلة جوية مرورا بمطار محمد الخامس في الدار البيضاء.
لدى تغييرها الطائرة مطار محمد الخامس، على متن رحلة تابعة للخطوط الملكية المغربية، في اتجاه مطار ابن بطوطة بطنجة، كان يفترض بشركة الطيران أن تبعث أمتعة المسافرين في نفس رحلات أصحابها.
لكن بالنسبة للمسافرة مليكة الشركي، والتي كانت قادمة على متن رحلة رقم AT472، تفاجئت لدى وصولها لطنجة، أن حقائبها مفقودة ولم تصل على متن نفس الطائرة، لتظل ساعات من الوقت تسير جيئة وذهابا بين هذا المكتب وذاك، لتكتشف بعد عناء، أن أمتعتها وصلت مطار العروي في مدينة الناظور بالغلط.
كان هذا الخطأ المرفقي سيئا بحق على نفسيتها، لكن الأسوء منه هو حقارة المعاملة من لدن مستخدمين عديمي اللباقة، أولئك المنتسبين لشركة الخطوط الجوية المغربية، يتعاملون مع المسافرين باستهتار وتراخي، يتناسون أنهم مرآة البلد الذي ننتمي إليه جميعا، وأن السلوك الذي يقابلون به المسافرين هو الانطباع الذي سيظل راسخا في عقولهم.
استقبلت عملية “مرحبا” هذه المواطنة المغربية، بشكل غير مشرف، للأسف، يحكي وجهها البشوش الذي لم تزده دوائر الزمان، إلا بهجة وحيوية، ومع ذلك، ظلت قسمات وجهها صابرة متفهمة لـ”جرجرتها” في مطار طنجة ثلاثة أيام قبل تمكينها من أمتعتها، كأنما لسان حالها يردد قصيدة الشاعر “بلادي وإن جارت علي عزيزة وقومي وإن ضنوا علي كرام”.
يعتبر بعض العاملين في المطارات المغربية كأنهم في برج عال وهم يتحدثون ببرودة ممزوجة بنبرة استعلاء إلى المسافرين، يتناسون هؤلاء أن نظراءهم في شركات الطيران بالمطارات الأجنبية يعاملون المسافرين فوق الكف من شدة اللطف، وبمستوى راق من حسن التواصل، حتى يذوب المسافر منهم خجلا.
لذا على مسؤولي المكتب الوطني للمطارات، وشركة الخطوط الجوية المغربية، إن كانت سمعة بلدهم وصورته السياحية تهمهم، أن يلقنوا مستخدميهم درسا في حسن معاملة العابرين من المحطات الجوية، فالمواطن المغربي ليس ذلك الأبله الذي يمكن أن تنطلي عليه تصرفات غير لبقة، فأول ما يقوم به هو مقارنة السلوكات المنحطة لأبناء بلده مع المعاملة الحسنة لموظفين مثلهم في بلدان أخرى.