خصاص مهول في الموارد البشرية يعطل انسيابية الإدارات العمومية بطنجة
يُعاني المواطنون يوميًا من صعوبات حقيقية داخل الإدارات العمومية، نتيجة النقص الحاد في الموارد البشرية. أمام كل مكتب، تصطف طوابير طويلة من المرتفقين، في مشهد يمس كرامة الإنسان، ويطرح تساؤلات جوهرية حول نجاعة السياسات العمومية، خاصة في ما يتعلق بتخليق الإدارة، وتكريس مبادئ الحكامة الجيدة، وحسن تدبير الميزانيات العمومية.
وفي الوقت الذي تُصرف فيه الملايير على مشاريع وهمية أو ذات جدوى محدودة، تفتقر القطاعات الحيوية إلى أبسط المقومات الضرورية لضمان تقديم خدمات عمومية لائقة. ويُجسّد هذا الوضع خللًا واضحًا في ترتيب الأولويات، ما ينعكس سلبًا على جودة الخدمات الإدارية، ويُفاقم من معاناة المواطنين في قضاء مصالحهم الأساسية.
إن استمرار معاناة المواطنين داخل الإدارات العمومية بسبب الخصاص في الموارد البشرية، يُعد مؤشرًا واضحًا على الحاجة الملحّة لإصلاح عميق وشامل لهذا القطاع الحيوي.
فبدون إدارة فعالة ومؤهلة، لا يمكن تحقيق تنمية حقيقية ولا تجسيد لمفهوم الخدمة العمومية كما نص عليه الدستور. لذلك، فإن معالجة هذا الخلل ينبغي أن تكون أولوية مستعجلة في أجندة الإصلاحات، من خلال تعزيز التوظيف، وتأهيل الموارد البشرية، وضمان توزيع عادل للكفاءات بما يضمن خدمة المواطن بكرامة وفعالية.
إيكوبريس : توفيق الوهابي
Discussion about this post