جدل غلاء السياحة الداخلية بالمغرب يتجدد بعد مقارنة لافتة مع وجهات دولية
عاد الجدل حول ارتفاع تكاليف السياحة الداخلية بالمغرب ليطفو من جديد على منصات التواصل الاجتماعي. وذلك بعد تدوينة مثيرة للمدون محمد الراجي، سلط فيها الضوء على ما وصفه بـ”الغلاء غير المبرر” لأسعار تذاكر الرحلات الجوية الداخلية مقارنة بدول أخرى ذات دخل أعلى وقدرة شرائية أقوى بكثير من المغرب.
وفي تدوينته التي نشرها على صفحته الشخصية بفيسبوك، انتقد الراجي بشدة محاولات بعض الأصوات “تزييف الواقع” من خلال الإصرار على أن الأسعار السياحية بالمملكة تظل في المتناول.
واعتبر أن هذه الخطابات لا تعكس الحقيقة، بل “تكذب على الناس وعلى نفسها أولاً”، على حد تعبيره.
وضرب الراجي مثلا بتذاكر الطيران. حيث أورد أن سعر رحلة ذهاب وإياب بين نيويورك وفلوريدا، والتي تدوم حوالي ست ساعات، لا يتعدى 147 دولارا في شهر شتنبر المقبل. في حين أن تذكرة الرحلة بين الدار البيضاء والعيون عبر الخطوط الملكية المغربية، والتي لا تتجاوز مدتها ثلاث ساعات وربع، تُسعّر بـ178 دولارا. أي بفارق ملحوظ رغم قصر المسافة وانخفاض دخل المواطن المغربي مقارنة بنظيره الأمريكي.
وكتب الراجي ساخرا: “فهل تكفيكم هذه أم نزيدكم من الشِّعر أبياتا؟”. وذلك في إشارة إلى استعداده لطرح المزيد من الأمثلة التي تُثبت، حسب رأيه، أن الأسعار المرتفعة تشكل عائقا حقيقيا أمام تشجيع السياحة الداخلية.
وتأتي هذه التدوينة في سياق أوسع من الانتقادات التي يُوجهها مواطنون ونشطاء عبر الشبكات الاجتماعية لغلاء الإيواء والنقل والخدمات السياحية بالمغرب. في وقت تدعو فيه السياسات العمومية إلى تعزيز السياحة الداخلية كرافعة اقتصادية ودعامة لتنمية المناطق الأقل استقطابا.
ويتزامن هذا الجدل مع فصل الصيف وذروة الموسم السياحي، حيث ترتفع الأسعار بشكل لافت في عدد من الوجهات. وهو ما يطرح تساؤلات متجددة حول مدى نجاعة التدابير الحكومية في ضمان عدالة الأسعار وتحقيق التوازن بين الجودة والكلفة. ولا سيما في ظل تباين القدرة الشرائية بين الفئات الاجتماعية.


Discussion about this post