توفيق بوعشرين يكتب: يونس وعبد الله :رجاء توقفا عن عناق الدب هذا
خرج رئيس المجلس الوطني للصحافة المنقضية ولايته، يردّ على توأم روحه عبد الله البقالي
، الذي دفن زملاءه وخرج يترحّم عليهم يوم الجمعة بعد أن قتلهم الفيديو المسرّب من غرفة عمليات التآمر على حرية الصحافة وحقوق حميد المهداوي.
يوم الأحد أطَلَّ علينا مجاهد، وهو يردّ على زميله في المجلس والنقابة واحتراف العمل النقابي بعيداً عن العمل الصحافي. هَبَدَ الله البقالي بودّ ومجاملة وأدب، وهدده بالمتابعة القضائية على تسريب أسرار «الدفاع» في المجلس الوطني للصحافة.
وللذين لا يفهمون في لغة «حشيان الهضرة» و«التقلاز من تحت الجلابة»، فإن مجاهد، الذي دخل في بطالة مؤدّى عنها بالملايين، يقول لزميله باحترام:
«والله ما درها بينا: إمّا ننجو جميعاً، وإما نغرق جميعاً».
لقد فضح مجاهد زميله، الذي مازال يحضر غرفة عمليات الإجهاز على الصحافة في هذه البلاد، وأن البقالي وافق على قرار جرّ المهداوي إلى القضاء، رغم أن تركيبة المجلس ومشروعيته انقضت منذ بداية أكتوبر، ولم تعد لأحد في هذه التشكيلة أي صفة لدخول «فيلا» المجلس في حي الرياض بالرباط.
لم يقف مجاهد عند هذا الحد، بل اتهم من تحت الجلابة زميله بأنه سَطَا على صلاحيات لجنة البطاقة الإلكترونية، وأنه يكذب ويفتري على زملائه في موضوع بطاقة المهداوي .
لكن ما لم ينتبه إليه بعض الزملاء في مهنةٍ تمرّ من أسوأ أيامها، هو أن البقالي ومجاهد معًا متفقان على أشياء كثيرة، وأنهما يختلفان فقط في الطمع في رئاسة المجلس القادم.
-كلاهما قبل بتحويل المجلس الوطني للصحافة من مؤسسة منتخبة إلى مؤسسة مُعيَّنة من قبل الحكومة في خرق واضح للدستور .
-كلاهما قبل بعرقلة إعادة انتخاب المجلس بنفس الطريقة التي عُيّن بها سنة 2018 وقبلا خروج المجلس عن وظائفه ومبررات وجوده .
-كلاهما وافَق على لعب دور «القابلة» لمشروع القانون الجديد للمجلس الوطني، الذي سيأتي على البقية الباقية من شيء اسمه الصحافة وسيسلم مفاتيح المجلس للمدرسة (الشحتانية ) بكل ما تمثله من بؤس وبشاعة وخرق للمبادئ المهنية وللأعراف الصحفية .
-كلاهما وافَق واتَّفق وتواطأ على بيع النقابة والمهنة والصحافة إلى جهات داخل السلطة تعادي شيئًا اسمه حرية الإعلام والرأي والنشر وقبلا معا لعب دور صغير في مشهد الخراب الذي نراه اليوم في القطاع وكلاهما تحولا من الصحافة إلى الدعاية ومن التنديد بالتضييق على حرية الصحافة والإعلام إلى مهاجمة مراسلون بلاحدود وهيومن رايت ووتش وأمنستي كما لم يفعل حتى إدريس البصري .
-كلاهما تلوّثت يداه بدماء زملاء صحافيين كانوا في «الكوليماتور»، فتواطآ ضدهم وأصدرا بيانات ادانة لزملاء المهنة قبل ان يدينهم القضاء ،وأرسلا محامين (لتغريق بعضهم امام المحكمة ) وحرضا منظمات دولية تعنى بحرية الصحافة ضدهم حتى لا تتضامن معهم وهم في السجن او في المحنة ). أذكر من هولاء على سبيل المثال لا الحصر : (علي المرابط، بوبكر الجامعي، علي أنوزلا، عمر الراضي، سليمان الريسوني، توفيق بوعشرين…)
يونس وعبد الله هذا الثنائي المرح والؤدب والذي يشبه ( رازوار في قطعة قطن ناعم )اختلفا فقط في التفاصيل التي لا تُفسد للمجاملة والرياء وُدًّا…
لم تتعبا بعد من هذه اللعبة
اليس لديكما طموح تسجيل اسمكما في سجل الإنجاز الصحافي وليس في كتاب التنوعير النقابي …
اليس في مخططكما التقاعد والتفرغ لكتابة شيء يشبه الصحافة ينفع الأجيال القادمة ويليق بمن كان يدعى نقيب الصحافيين …
في النهاية، لا يَسقط البيت من ضربة واحدة… بل من شقوق صغيرة يصنعها أهل الدار .
ما وقع بين البقالي ومجاهد ليس خلافًا أخلاقيًا ولا مهنيا ولا حتى سياسيا … بل صراع على آخر كرسي في سفينة تغرق.
الصحافة اليوم تُذبح بالابتسامات الطفولية (للنقيبين) مع الاعتذار لكبار المهنة الذين قضوا او مازالوا يموتون بالتقسيط امام جنازة صغيرة لمهنة كبيرة .
والمأساة ليست في «تسريب فيديو»… بل في أن من شارك في (غرفة الإعدام» لا يزال يجلس في الصف الأول ليقرأ الفاتحة على من أعدمهم.
حين تُغتال المهنة بأيدي أصحابها، يصبح الدفاع عن حرية الرأي والنشر واجبًا… لا ترفًا.
والتاريخ لا ينسى أسماء من حملوا المعاول… ولا ينسى أيضًا من وقفوا ليقولوا: لا
















Discussion about this post