إيكو بريس – الرباط اعتبر موقع دوتشفيله الألماني الناطق بالعربية، إن المغرب سيستفيد من تطلع الشركات الأوروبية المتضررة من جائحة كورونا لتقليص طول سلاسل الإمدادات الخاصة بها. لكن خبراء الموقع يتوقعون أن مكاسب المغرب قد تكون محدودة بالنظر إلى ميل الشركات الأوروبية إلى الكفاءة والتكاليف المنخفضة التي توفرهما الصين. وألقت جائحة كورونا إضافة إلى التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يقول المنبر الإعلامي الألماني، على الاعتماد المفرط للشركات والحكومات الأوروبية، على الصين في كل شيء تقريبًا بدء من السيارات وحتى الأدوية. وتسعى ألمانيا- التي تعتمد على موردين عالميين لـ 17٪ من إنتاجها وفقًا لمعهد “إيفو” الاقتصادي الألماني (IFO)، الذي يقع مقره في ميونيخ – أيضا من أجل إيجاد استراتيجية لتعزيز سلاسل الامدادات المحلية وتقليل الاضطرابات المستقبلية. ومن المتوقع أن تتضمن الاستراتيجية الجديدة قواعد أكثر صرامة بشأن حقوق الإنسان وحماية البيئة على السلع المستوردة، وهي خطوة يقول الخبراء إنها ستعزز الشركات المصنعة المحلية. يقول غيوم فان دير لو من “مركز الدراسات السياسية الأوروبية”، ومقره بروكسل في حديثه لـ DW: “إذا نظرت إلى المغرب، تجد هناك ظروفا أكثر ملاءمة لمجالات معينة وفيما يتعلق خصوصا بالطاقة المتجددة والقطاعات ذات الصلة بالبيئة، فإن المغرب في صدارة الترتيب ويحاول الاتحاد الأوروبي الاستفادة من ذلك. والفكرة التي أعربت عنها المفوضية الأوروبية بالفعل بشأن تنويع سلاسل الامدادات يمكن أن تكون مفيدة للمغرب ويمكن أن تسرع وتيرة المفاوضات حول اتفاقية تجارية جديدة”. وذكر الموقع الألماني بتصريحات سابقة لوزير الصناعة المغربي مولاي حفيظ العلمي، شهر أبريل الماضي، أمام أعضاء مجلس النواب، في إحاطة إعلامية له عن التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا قائلا إن “الإقتصاد المغربي سيواجه صعوبات وتغيرات في تكوينه. لكن هناك أيضا فرص كبيرة يمكن اغتنامها”. مضيفا أن “الفرص المتاحة أمام المغرب الآن لم تكن ممكنة خلال الخمسين سنة الماضية”. وما قاله العلمي هو ببساطة ترديد لما قاله العديد من الخبراء خلال الأشهر القليلة الماضية، والذي مفاده أن الشركات الأوروبية، التي تضررت بشدة من الاضطرابات الضخمة لسلاسل الامدادات جراء جائحة كورونا، ستسعى جاهدة لجعل سلاسلها الخاصة أكثر مقاومة للصدمات المستقبلية، ويشمل هذا التقليل من الاعتماد المفرط على الصين وتقريب مصانع الامدادات من الأراضي الأوروبية.]]>