بوادي شفشاون تحت وطأة العطش وسط اتهامات بـ”السطو على المياه” لري حقول الكيف
تشهد عدد من جماعات إقليم شفشاون، خاصة متيوة وبني رزين وباب برد، أزمة عطش خانقة نتيجة ما وصفه سكان محليون بـ”السطو الممنهج” على منابع المياه وعيونها من طرف شبكات نافذة في مجال زراعة الكيف، التي تقوم ببناء أحواض ضخمة لتجميع المياه السطحية والجوفية، واستغلالها في سقي المحاصيل غير المشروعة.
وأكدت مصادر محلية أن هذه الممارسات تشمل كذلك السيطرة على السقايات العمومية المخصصة للسكان، وتحويلها إلى مصدر ري لحقول الكيف. وهو ما يؤدي إلى انقطاع متكرر للماء في القرى والمداشر. ويزيد من معاناة الساكنة مع ارتفاع درجات الحرارة.
ورغم تفاقم الوضع، فإن الخوف من بطش المتورطين يحول دون تقديم شكايات مباشرة. وهو ما يدفع العديد من المتضررين إلى إيصال أصواتهم بشكل غير معلن.
ودعا الناشط المحلي يوسف بن العيساوي والي الجهة إلى التدخل العاجل لـ”لجم وردع المتسببين في الأزمة وإنقاذ السكان من العطش، وتفادي توترات اجتماعية وشيكة”.
كما ناشد وسائل الإعلام لتسليط الضوء على ما اعتبره “ملفاً خطيراً يمس حقاً أساسياً من حقوق الإنسان”.
وفي السياق نفسه، كتب الفاعل الجمعوي عبد المجيد أحارز على صفحته بفيسبوك ملتمسا من السلطات المحلية تعيين أشخاص موثوقين لحراسة السقايات وتنظيم توزيع المياه على ساكنة العالم القروي. مؤكدا تلقيه “العديد من الشكايات التي تتحدث عن استغلال مياه السقايات في ري الكيف بتواطؤ مع بعض الحراس”.
وأكد أحارز أن مشروع السقايات أُنشئ لخدمة الساكنة المتضررة وليس لخدمة الزراعات غير المشروعة، معبّراً عن ثقته في السلطات لتصحيح الوضع.
Discussion about this post