إيكو بريس من طنجة يثير انتباه المتتبع للشأن الإعلامي، مسارعة بعض وسائل الإعلام الإسبانية، خصوصا الموالية لليمين المتطرف، كموقع “إل فارو دي سبتة”، إلى تغطية أنية ومكفة لوقفة احتجاجية ذات طابع اجتماعي، يمكن أن تقع في جميع بلدان العالم. ولوحظ أيضا أن هذه المنابر سعت من خلال تغطيته إلى تضخيم التظاهرة الاحتجاجية التي نظمتها ساكنة مدينة الفنيدق مساء يوم الجمعة، والتي كان مطلبها واضحا ومحددا. واعتبرت صحيفة إل فارو في تغطيتها للموضوع، أن “الشعب المغربي قد تعب وسئم من إغلاق الحدود البرية مع مدينة سبتة، وأن المنطقة الشمالية بأكملها ماتت”!! يا للهول ماذا يقول هؤلاء ؟؟ إن أي متتبع موضوعي سيقرأ هذه الفقرة بالضبط، سيتأكد له بما لا يدع مجالا للشك، أن بعض وسائل الإعلام الإسبانية، تعمل عن سبق إصرار وترصد لتحريف الوقائع، والتلاعب بالموضوع لغاية في نفس حكام الثغر المحتل، وهو إعادة فتح سبتة أمام عمليات التهريب. كما زعمت هيئة تحرير صحيفة “إل فارو دي سبتة”، أن الوضع في الفنيدق بلغ لمرحلة وصفته بـ “الاضطهاد”، و “المأساة” و “للظروف الرهيبة” وهي أوصاف مغالية جدا في الوهم، وتجانب الحقيقة تماما، حيث أن الوضع الاجتماعي في هذه المدينة الحدودية بلغ مرحلة صعبة بالفعل خلال هذه المرحلة الانتقالية، والتي ما تزال فيها السلطات تشتغل على بدائل مهنية للفئات النشيطة. كما زعمت الصحيفة الإسبانية في محاولة منها للضغط الخارجي، قائلة بأن المتظاهرين طالبوا بفتح الحدود مع سبتة، في حين أن المحتجين طالبوا بتوفير فرص شغل فحسب، كما أن احتجاجاهم أصلا تم بشكل عفوي متولدا عن شكاوى الناس من اشتداد ظروفهم المعيشية. ومعلوم أن نشاط التهريب الحدودي لم يكن يستفيد منه المغرب في شيء، بل يكبد خزينة الدولة خسائر بالمليارات، بينما يستفيد من عائدات التهريب أباطرة المخدرات، وبارونات التهريب، والاقتصاد الإسباني، أما الحمالون السطاء، فكانوا يوفرون بالكاد معاشهم اليومي. لذلك، من المهم جدا أن تبحث الحكومة عن بدائل مستعجلة لإغلاق هذا الباب الذي يأتي منه الريح، وقطع الطريق على الابتزاز الإسباني بهذا الملف الاجتماعي الذي يعد شأنا مغرييا داخليا أولا وأخيرا.]]>