إيكو بريس توفيق اليعلاوي –
أسدل الستار على منتدى الأعمال الدولي الثاني للهيئة المغربية للمقاولات، الذي انعقد بفندق غراند موغادور بالدار البيضاء، تحت شعار “المقاولات الصغيرة والمتوسطة رافعة للتنمية الاقتصادية في الفضاء المغربي الإيبيري” وفرص التنمية وخلق فرص العمل التي توفرها بطولة كأس العالم 2030، وكذلك أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا والبرتغال مع التركيز بشكل خاص على الطاقات المتجددة وصناعة الرياضة.
وشكل هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين، حيث اسقبلت اسبانيا والبرتغال ضيفي شرف، حدثا للتفكير والنقاش حول منظومات ريادة الأعمال المغربية والإسبانية والبرتغالية، وخلق أوجه التآزر بين سياسات دعم المقاولة وتنميتها في البلدان الثلاث، مع أهمية الابتكار وتدريب الشباب ودعم ريادة الأعمال لتحقيق أقصى قدر من الفوائد الاقتصادية لكأس العالم 2030.
وأبرز المشاركون في هذا الحدث الدولي، ومن بينهم سونيا فينتوسا، رئيسة الغرفة التجارية الرسمية لإسبانيا بالمغرب – الدار البيضاء، وخوسيه ماريا تيكسيرا، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات البرتغالية بالمغرب، دور الشركات الصغيرة والمتوسطة كمحرك للاقتصاد والتعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز النظام البيئي الاقتصادي المغربي.
وبهذه المناسبة قال وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، في معرض مداخلته، إن هذا الحدث “يمثل مرحلة هامة بعد التزام الدول الثلاث باستضافة كأس العالم في سنة 2030، مما يعزز التعاون والشراكات الاستراتيجية وفرص الاستثمار”، وذكر بأن المبادلات التجارية تجاوزت ما يعادل 23.5 مليار درهم في سنة 2023، بتسجيل استثمارات تزيد عن 1.5 مليار درهم تتأتى من إسبانيا والبرتغال، مشددا على أهمية تعزيز مقاولاتنا في سياق اقتصادي عالمي متقلب.
وأوضح وزير النقل واللوجستيك، أنه من شأن تطوير النقل والخدمات اللوجستيكية تسهيل وتعزيز القدرة التنافسية للمقاولات الصغرى والمتوسطة، مشيرا إلى أن المبادرات على شاكلة “PME Logis” تمكن من دعم عصرنة مقاولات النقل وتدل على التزام الحكومة بمواكبة هذه المقاولات الصغرى والمتوسطة بغرض تعزيز النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف محمد عبد الجليل، أن المغرب استثمر بكثافة في بنيته التحتية وطور رأسماله البشري، محفزا بذلك المبادلات التجارية مع أوروبا، واتخذ تدابير جريئة، على غرار ميثاق الاستثمار الجديد من أجل الرفع من حصة القطاع الخاص، حيث أكد أن” المغرب، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي، أصبح جسرا يربط أوروبا وإفريقيا، مدعوما بالإصلاحات والاستثمارات الاستراتيجية”، معتبرا أن المقاولات الصغرى والمتوسطة تضطلع بدور رئيسي في هذه التنمية من خلال تشجيع الابتكار وخلق فرص الشغل والتنمية المستدامة.
من جانبه، تطرق رئيس الهيئة المغربية للمقاولات، رشيد الورديغي، للنجاح الذي حققته الدورة الأولى من هذا الملتقى التي نظمت خلال السنة الماضية بطنجة، وتميزت بمشاركة أزيد من 600 مقاولة ومقاول من المغرب وإسبانيا، والتي ساهمت بشكل كبير في تنظيم الدورة الثانية من الملتقى والانفتاح أكثر باستضافة إسبانيا والبرتغال والسنغال.
وأشار الورديغي، إلى أن قرار التنظيم المشترك لنهائيات كأس العالم 2030 ليس إلا تجسيدا للعلاقات التاريخية القائمة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال ودلالة على التطورات الجيوسياسية، مذكرا بتنوع اقتصاداتها وانفتاح أسواقها وإمكانات موقعها الجغرافي المتميز، مؤكدا أن مشاركة الوفد السنغالي تأتي في سياق تعزيز الاستثمارات والمبادلات مع الشركاء.
من جهته، أبرز القنصل العام لإسبانيا بالدار البيضاء، لويس بلزيز دو لوس ريوس، أنه في ظل السياق الاستراتيجي والجغرافي والتاريخي الراهن، يعتبر تنظيم كأس العالم 2030 محفزا قويا لترسيخ الطموح وزيادة الأعمال التنموية، ويمثل مرجعا لتعزيز المشاريع المشتركة في مختلف المجالات مثل البنيات التحتية، والطاقات المتجددة والصحة والتنمية الحضرية.
وأكد القنصل، على أن الفضاء الجغرافي للمغرب وشبه الجزيرة الإيبيرية يعتبر أيضا أحد المراكز العالمية الرئيسية الثلاثة لتنمية سلاسل القيمة الدولية، مؤكدا أن مبادرات العمل الثلاثية بين المغرب وإسبانيا والبرتغال تفوق توقعات التنمية والقدرة التنافسية، مما يتيح فرصة مربحة للمقاولين في البلدان الثلاثة.
كما شدد نبيل حرمة الله، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات جهة الدار البيضاء سطات، على ضرورة تسريع الاستثمارات المشتركة بين البلدان الثلاثة. وأشار أيضا إلى أن إسبانيا هي المورد الرئيسي للمغرب، في حين تلعب البرتغال دورا اقتصاديا حاسما، حيث يصل حجم التبادل التجاري السنوي إلى حوالي 60 مليار أورو.
بدوره، أشار رئيس مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، عبد اللطيف معزوز، إلى أن تنظيم المغرب وشركائه الإيبيريين لكأس العالم سنة 2030 يكتسي أهمية لا نظير لها، تدل على استمرارية التعاون الاستراتيجي بين البلدان الثلاثة، وهو تعاون ترسخت جذوره بعد عقود من اللقاءات والاتفاقيات الثنائية، وكذا من خلال العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وقال معزوز “إننا نتولى تنظيم كأس العالم باسم المغرب، ولكن أيضا باسم القارة، ومن هذا المنطلق يتوجب على زخمنا الاقتصادي وتنميتنا الاجتماعية أن يعودا بالنفع ليس فقط على المغرب أو إسبانيا أو البرتغال، بل على أصدقائنا وشركائنا في القارة الإفريقية كافة”.
وتميز هذا الملتقى بتوقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة المغربية للمقاولات، ممثلة في رئيسها رشيد الورديغي، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة بدكار، ممثلة في رئيسها عبد الله صو، بهدف تعزيز الشراكة وتبادل الخبرات بين الهيئتين وبين مقاولات البلدين.
وأكد عبد الله صو، أن الأمر يتعلق بالمساهمة في الجهود الرامية إلى الارتقاء بالمبادلات التجارية إلى مستوى التعاون الثنائي المثمر، مبرزا أن المغرب والسنغال يحظيان بموقع جغرافي استراتيجي يمنحهما انفتاحا على العالم وسهولة الولوج على الصعيد الاقتصادي.
يذكر أن ملتقى الأعمال، الذي نظمته الهيئة المغربية للمقاولات، شكل فرصة للقاء وتطوير الشراكات بين المقاولين ومنظمات البحث والفاعلين الاقتصاديين، كما تضمن جدول أعمال هذا الملتقى عددا من حلقات النقاش التي تتطرق إلى مناخ الأعمال في الفضاء المغربي الإيبيري، وصناعة الرياضة، والاقتصاد الأخضر والدائري، ونماذج الاستثمار المبتكرة.
Discussion about this post