أرصفة طنجة تتحول إلى مواقف عشوائية تعرّض الراجلين للخطر وسط غياب الردع
تشهد مدينة طنجة، وفي مقدمتها شارع مولاي رشيد الذي خضع مؤخرا لأشغال إعادة التأهيل، ظاهرة مقلقة، تتجلى في تحويل الأرصفة إلى مواقف عشوائية للسيارات، في مشهد يتناقض تماما مع الجهود المبذولة لتحديث البنية التحتية وتعزيز جمالية المدينة.
أرصفة طنجة تتحول إلى مواقف عشوائية
ورغم الطابع العصري الذي اكتساه الشارع بعد التهيئة.. سرعان ما شُوّهت الصورة بسيارات مركونة فوق الأرصفة المخصصة للراجلين، ما يُجبر المارة على السير وسط الطريق معرضين حياتهم لمخاطر حقيقية، خصوصا الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
ولا يقتصر الأمر على هذا المحور الحيوي، بل يمتد إلى أحياء وشوارع أخرى تعرف بدورها انفلاتا مشابها، وسط تساؤلات متزايدة من طرف السكان والمهتمين بشأن نجاعة تدخلات الجهات المعنية، من مصالح الجماعة المحلية وشرطة المرور.. إذ اعتبر العديدون أنها ربما تغض الطرف عن هذه الممارسات المتكررة.
نقاش واسع
وتفتح الظاهرة الباب أمام نقاش أوسع حول ثقافة احترام الفضاء العام في المدين،. وكذا دور المواطن في الحفاظ على النظام الحضري، كما تطرح علامات استفهام حول مدى فعالية الآليات الزجرية والقانونية في ردع المخالفين.

يأتي هذا في وقت تستعد فيه طنجة لاحتضان تظاهرات رياضية وثقافية ذات بعد وطني ودولي، ما يستدعي تكثيف الجهود من أجل الحفاظ على صورة المدينة كوجهة حضارية وسياحية.
من جهة أخرى، يرى متتبعون أن معالجة الظاهرة لا يجب أن تقتصر على المقاربة العقابية فقط.. بل ينبغي أن تُواكب بتوفير حلول بديلة، تشمل توسيع شبكة مواقف السيارات العمومية، وتشجيع وسائل النقل المستدام، إلى جانب حملات تحسيسية تهدف لترسيخ السلوك المدني لدى مستعملي العربات.
وفي المحصلة، يبقى احترام الأرصفة مسؤولية جماعية، تتقاطع فيها أدوار السلطات مع وعي المواطنين، في سبيل تحقيق مدينة أنيقة وآمنة تُكرّس الحق في التنقل وتحترم كرامة الراجلين.
ذات صلة:
Discussion about this post