بدأت معالم الاحتباس المائي تنذر بمخاطرها مجددا هذا العام، وذلك بفعل ضعف التساقطات المطرية التي توقفت شهر فبراير الماضي، وفي المقابل ارتفعت درجة الحرارة مبكرا خلال شهر أبريل، مما يسرع في نقص الاحتياط المائي في السدود والفرشات الباطنية.
ورغم ضعف الأمطار في فصل الشتاء في مختلف أنحاء المملكة، بما في ذلك مناطق جهة الشمال، تواصل شركات العقار والبناء في طتجة استغلال حاجياتها الكبيرة في الأوراش من المياه الصالحة للشرب، والتي توزعها شركة أمانديس المفوضة على تدبير قطاع الماء والكهرباء.
واستغربت مصادر حسنة الاطلاع، سماح السلطات باستغلال شركات البناء الماء الصالح للشرب في أنشطة التعمير، عوض البحث عن بدائل أكثر ترشيدا للمياه العذبة، خصوصا وأن مخزون السدود يتناقص بسكل كبير جدا كلما زاد الاستهلاك المجاني.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية أصدرت مؤخرا دورية تحث الولاة وعمال المملكة، على إغلاق السقايات العمومية، وقطع الإمداد المائي عنها كليا، في المناطق التي تم تزويد سكان المنازل بالربط المائي، وذلك للحفاظ على الماء الصالح للشرب وترشيد الاستهلاك.
وتلجأ بعض شركات البناء في طنجة إلى استعمال المياه العذبة في أشغال البناء، في غفلة من أعين المراقبين والسلطات، مما يحرم خزينة الدولة من مداخيل مهمة، فضلا عن تبذير وضياع لأهم مادة في الحياة.
Discussion about this post