إيكو بريس زكرياء بنعلي –
شهدت مدينة وزان يوم أمس الجمعة 20 أبريل 2024، افتتاح أول وحدة فندقية (فندق ليسكال) مصنفة في فئة 4 نجوم بالإقليم، بميزانية تقدر بحوالي 70 مليون درهم.
و عرف حفل الإفتتاح حضورا رسميا وازنا ، على رأسهم يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، ومهدي شلبي عامل إقليم وزان، ورئيس مجلس الجهة عمر مورو، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية الشمال، منير اليوسفي، وعضو اللجنة الأولمبية الدولية، نوال المتوكل، والمدير العام للمركز الجهوي للإستثمار، ورئيسي المجلس الجماعي والإقليمي لوزان، وعدد من المنتخبين والمسؤولين وفعاليات ثقافية ورياضية وطنية.
لكن هل افتتاح فندق مصنف هو ما تحتاجه المدينة ؟
الحقيقة أن المدينة و سكانها استبشروا خيرا بهذا المولود الجديد، الذي يعتبر إضافة نوعية للسياحة و الإستجمام بالمدينة، حيث علقت إحدى الصفحات المشهورة بالمدينة بتهكم، “دابا حتى إذا جاو عندنا الضياف ما يمشيوش للشاون يباتوا” في إشارة إلى أن المدينة رغم جاذبيتها السياحية، إلا أنها كانت في السابق مجرد محطة عبور، لا يطيب للزوار المكوث فيها طويلا.
كما فرحوا أيضا بالحضور الرسمي الوازن الذي حضر مراسم افتتاح هذه الوحدة الفندقية، إلا أن الساكنة تطلب بإلحاح الإكثار من هذه الزيارات رفيعة المستوى، للتدشين و كذا الإشراف على إحداث مرافق جديدة، تعود على المدينة بالنفع و الرفاه و الحركية الاقتصادية.
ما الذي تحتاجه مدينة وزان ؟
هذه بعض مطالب أبناء المدينة
إصلاح البنيات التحتية للمدينة الجبلية، و تحسين جودة الطرق المؤدية إليها، لأنها تعتبر نقطة سوداء و في حالة جد كارثية، و إصلاحها كفيل بترويج السياحة سواء الداخلية أو الخارجية أكثر في المدينة، و تشجيع السياح على المكوث أطول مدة و العودة إليها و التوصية بها، خاصة أنها مدينة تمتاز بالهدوء.
إعادة تأهيل المدينة العتيقة، بما يتناسب و دورها السياحي و الثقافي و الديني، حيث تعد المدينة العتيقة لوزان تراثا إنسانيا عالميا، كما صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلوم و الثقافة (اليونسكو)،
إحداث معارض و مهرجانات محلية و دولية، للترويج للصناعات التقليدية التي تتميز بها المدينة، كالخياطة البلدية (الجلابة الوزانية نموذجا) ، و النقش البلدي على الخشب،
إعداد استراتيجية رسمية لتثمين المنتجات الفلاحية المجالية، و بذل جهد أكبر في دعم و تكوين الفلاح الصغير، خاصة أن المدينة تعرف سمعة وطنية عالية، في جودة الزيتون و زيت الزيتون، و التين (الكرموس).
كما تفتقد المدينة أيضا لمؤسسة للتعليم العالي إذ يضطر طلبة المدينة إستكمال دراستهم في مدن بعيدة، حيث يعتبر تقريب التعليم العالي من المواطنين إحدى الدعامات الأساسية لضمان الولوج الميسر للدراسة الجامعية وتمكين أبناء المناطق النائية من متابعة تكوينهم العالي ومحاربة الهدر الجامعي وتجاوز الصعوبات والإكراهات والتحديات التي تحول دون استكمالهم للدراسات العليا.
و هذه تدوينة للمدون (ف.ك) تلخص لسان حال أبناء المدينة، “وزان ستبتسم إذا توفرت الشركات و المعامل فيها ، و إذا أكمل أبناؤها دراستهم الجامعية فيها ، وكذلك إذا أصابهم المرض و وجدوا العلاج فيها ، هكذا نصون كرامة المواطن المغربي الوزاني و نعيد له ماء الوجه الذي قهرته الأيام”.
هذه إشارة فقط لبعض المطالب و غيرها التي تشترك فيها أغلب المدن الصغرى بالمملكة، مطالب تحتاج فقط لإرادة قوية و ترشيد للموارد التي تزخر بها المنطقة حتى تصبح حقيقة لا أحلام، مطالب لو تحققت ستعطي بلا شك إضافة و رفعة إقتصادية مهمة، لمدينة تزخر بمجموعة من المؤهلات السياحية و بطبيعها الجبلية الخلابة، وموقعها الجغرافي وتاريخها وصيتها الدولي، في مجال التصوف والسياحة الروحية، وحفاوة الاستقبال التي حافظت عليها ساكنة المدينة.
إيكو بريس العودة للصفحة الرئيسية
Discussion about this post