إيكوبريس عبد الرحيم بلشقار –
استقبل تكليفه من قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي بكل جد وإخلاص كما يقبل أي طبيب بهمة على فحص مرضاه والبحث عن مكامن الداء وتقديم العلاج، لكن من دفعوا الدكتور عبد الحميد مصباح للمنافسة على مقعد رئاسة مجلس جهة الشمال، ليكون أول رئيس ينحدر من إقليم شفشاون بعد هيمنة مرشحي طنجة وتطوان والحسيمة، ربما لم يأخذوا التكليف على محمل الجد، ولم يكملوا مع الرجل حتى النهاية، وتركوه منتصف الطريق، ما جعله ينسحب من السباق الانتخابي يوم التصويت.
لا أحد يعرف ما جرى بالضبط، ما هو معلوم أن مرشحي حزب الاتحاد الاشتراكي امتنعوا عن التصويت، لا مع انتخاب عمر مورو، ولاضد انتخابه، والسبب مجهول، فلا حزب الوردة دخل في الأغلبية كما كان منتظرا ولا هو بقي في الطرف المقابل، فهل خذله الحلفاء الذين كان يعول عليهم؟
هذا واحد من الاحتمالات، ولكن إقدام حزب الاتحاد الاشتراكي على ترشيح بروفايل قوي لرئاسة الجهة من طينة الدكتور عبد الحميد مصباح الذي ترأس مجموعة جماعات شفشاون، وتم انتخابه مؤخرا رئيسا لجماعة لغدير، كان يجب أن يحسب له الحساب الذي يستحقه، لا أن تدفع به القيادة إلى الواجهة دون سند سياسي ودون حماسة وتمسك بالدفاع عن المرشح إلى غاية اللحظات الأخيرة، فهي بذلك تعطي للرأي العام انطباعا إيجابيا على مصداقية التنافس بين المرشحين، ومن ناحية ثانية، تؤكد أن حزب الاتحاد الاشتراكي دافع بكل شراسة على ترشيحه مهما كانت النتيجة في الأخير.
وفي ظل التكتم السائد من جميع المعنيين يبقى التفسير الأرجح، أن أعطاب الأحزاب المغربية تفسد للسياسة معناها، إذا لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير عدم مساندة مرشح والدفاع عن حظوطه في معركة ولو غير متكافئة، سوى أنها حسابات في الخفاء، لا تخدم في نهاية المطاف مصداقية العمل السياسي وتدفع ثقة الناخبين في الانتخابات نحو الهاوية.
أما الدكتور عبد الحميد مصباح، فخرج عبر حساب صفحته الرسمية على موقع فايسبوك مقدما الشكر الشكر إلى كل من آمن به وشجعه في انتخابات رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وأضاف أن شفشاون الزرقاء كان لها مرشح ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، والسياسة فن الممكن والتوافقات والتفاوض والتحالفات، واعظا كتابه بأن يأتي يوم لنخبركم بكل شيء.
واغتنم الدكتور مصباح الفرصة لتهنىة منافسه عمر مورو، متمنيا له ولمكتبه ولجميع الفائزين التقدم والازدهار لما فيه مصلحة جهة الشمال.
كما وجه مصباح شكرا خاصا لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي لم يدخر جهدا في مؤازرتي افقيا وعموديا كل من موقعه .
وختم قوله ”أولئك الذين يتركون كل شيء في يد الله سوف يرون في النهاية أيدي الله في كل شيء.”