مقترح تقنين تدخين الكيف بالمغرب.. مقاهي الحشيش على خطى هولندا؟
مر أكثر من سنتين على تقديم أول التراخيص لزراعة الكيف في المغرب بعد تقنينها بموجب مشروع قانون صادقت عليه الحكومة شهر مارس لعام 2021.
ويكاد يجمع أهل الاختصاص والمراقبون على تسجيل تغيرات نوعية في زراعة الكيف وتصديره، وخطو خطوات ثابتة في استعماله استعمالات بديلة، بل إن المساعي اليوم تتجه نحو تقنين استعماله استعمالا ترفيهيا.
آثار التقنين على المزراع
لقد أحدث تقنين زراعة الكيف تحولاً كبيراً في واقع المزارع، إذ أصبح قادراً على العمل ضمن إطار قانوني يحمي حقوقه ويوفر له فرصا لتسويق منتجه بشكل قانوني.
ويوضح، كريم المحساني، مسير تعاونية أزارزو بجماعة أونان، الواقعة في شفشاون، أن التقنين قلل من المتابعات والمساءلة القانونية التي كان يتعرض لها المزارع سابقا.
ويكشف كريم المحساني، في تصريح لمجلة إيكوبريس، ارتفاع انخراط المزارعين في التقنين بشكل ملحوظ، ويعزو ذلك إلى إدراكهم الفوائد التي يوفرها التقنين، مثل ضمان التسويق بأسعار عادلة.
كما ينبه إلى عدد من التحديات التي لا تزال تواجه بعض المزارعين، مثل نقص التوعية، والدعم المالي الذي يسهل عليهم الانتقال إلى الزراعة القانونية.
ويبرز أن التعاونيات تسعى إلى توعيتهم بالمعايير القانونية والتقنية الواجب توفرها من أجل مزاولة هذا النشاط، مما يساهم في تعزيز القطاع بشكل مستدام.
تقنين الكيف وسؤال التنمية
استبشر سكان المناطق التي تشتهر بزراعة الكيف منذ عقود خيرا بعد إصدار الملك محمد السادس، شهر غشت الماضي، عفوا على عدد من المزارعين المتابعين والمدانين في ملفات الزراعة غير المشروعة.
إلا أن أبرز التساؤلات التي تقلق راحة سكان المناطق التي تشتهر بزراعة الكيف منذ عقود، يدور حول إمكان تقنين هذه الزراعة الدفع بعجلة التنمية بمناطقهم التي عانت طويلا ويلات العزلة والتهميش.
ويرى كريم المحساني أن تقنين زراعة الكيف قد يكون محركا لعجلة التنمية في منطقة شفشاون، قياسا إلى توفيره فرصَ عمل جديدةً وتعزيزِه مداخيل المزارعين، إلى جانب جذبِه استثمارات في مجالات الزراعة والصناعة التحويلية.
ويلفت المحاسني النظر إلى أن تطوير القطاع ضمن إطار قانوني من شأنه أن يسهم في تحسين البنية التحتية بالمنطقة، ودعم قطاع التعليم وتجويد الخدمات الاجتماعية.
القنب الهندي وصناعة الأدوية
تمكن المغرب من إيجاد علاج لمرض الصرع المقاوم الذي يعاني منه نحو 100 ألف شخص في البلاد، وقد عرضه في السوق قبل أيام قليلة.
وتوصلت فارما 5 إلى إنتاج أول دواء جنيس مغربي يعتمد على القنب الطبي، بعدما رخص المغرب زراعته بموجب قانون قبل سنتين ونصف السنة.
ورسخ المغرب بهذا الإنجاز أقدامه في طليعة الابتكار الطبي المستند إلى استعمال القنب الهندي على الصعيد العالمي، ورسم أول خطوة في الاستعمال البديل للكيف ضمن مجال الأدوية على المستوى الوطني.
ونال هذا الدواء الذي يعد أول دواء مغربي يعتمد بالكامل على القنب الطبي ترخيص التسويق شهر شتنبر المنصرم.
ويحمل اسم cannabidiol pharma 5، وقد استوفى المعايير الدولية، واحتكم إلى سلسلة قيمة متكاملة، بدءا من زاراعة البذور، وانتهاء بابتكار المنتج النهائي.
ويعد هذا المشروع ثمرة تعاون بين القطاعين العام والخاص، ذلك أن فارما 5 عقدت شراكة مع الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب (ANRAC)، ومديرية الأدوية والصيدلة (DMP)، من أجل ضمان جودة المنتج.
كما كلف 250 مليون درهم، وانتزع منها البحث والتطوير في الجوانب الزراعية ما يقدر بنحو 62.5 مليون درهم، ابتغاء الحصول على جزيئات تنضبط وفق المعايير الصيدلية.
الاستهلاك الترفيهي الكيف
يكشف نور الدين مضيان، القيادي الاستقلالي البارز، اشتغاله على ملف جديد يتمثل غي تقنين تدخين الكيف ضمن ما سماه الاستعمال الترفيهي، وذلك عقب تقنين زراعته في المغرب قبل ما يقارب سنتين ونصف.
ويوضح نور الدين مضيان، في حديث حصري لإيكوبريس، أن ضرورة تقنين تدخين الكيف في المغرب ملحة، في ظل وجوده في المنازل والشوارع والمقاهي، مصرحا بالقول: هذا واقع معيش ولا يمكن تغطية الشمس بالغربال”.
ويلفت مضيان النظر إلى أن تقنين تدخين الكيف لا بد أن يحتكم بالأساس إلى إلزامية جودة المنتوج وتحديد الجرعة المحددة، جازما أن الكيف لا يؤدي إلى أعراض جانبية تؤثر على الوعي أو العقل، على حد تعبيره.
ويستدل بمقاهي الكانابيس في هولندا التي تسمح فيها السلطات ببيع الحشيش من أجل الاستهلاك الشخصي، مبرزا أنه يشتغل على هذا الملف بعدما نجح في تمرير ملف تقنين زراعة الكيف، حسب قوله.
كما يطالب بالابتعاد عن سياسية الوجهين، موجها حديثه إلى عبد الإله بن كيران الذي رفض تبنيه تمرير قانون تقنين زراعة الكيف في المغرب و، واتصل به على الهاتف مستنكرا: هل كان زعيم حزب الاستقلال علال الفاسي يدخن؟
ويشير إلى أن بنكيران تشبث بأن الكيف يبقى كيفا، غير مقتنع بالاستعمال البديل لها الذي سجل العالم العديد من التجارب الناجحة في دول أمريكا الجنوبية تحديدا.
في الوقت الذي يبدي كريم المحاسني معارضته الاستعمال الترفيهي للكيف، مشددا على أن التقنين يهدف أساسا إلى تشجيع الاستعمالات الطبية والصناعية، لا إلى الترويج للتدخين.
ويردف قائلا: “من المهم أن يبقى التركيز على الفوائد الصحية والتنموية للقنب الهندي، بدلا عن الترفيه الذي قد يفتح الباب أمام إشكاليات اجتماعية وصحية”.
Discussion about this post