يعيش المكتب الجهوي للاتحاد العام لمقاولات المغرب “CGEM” بجهة الشمال على وقع سجال حاد بين أعضاءه. سجال يعتبر عادل الرايس، الرئيس المنتهية ولايته، فتيله الأساسي حسب غالبية أعضاء المكتب.وعددهم 32 بينهم 8 فقط مؤيدون له، ويشتد هذا السجال مع اقتراب آخر أجل لوضع الترشيحات لرئاسة المكتب المرتقب بعد أسبوع من اليوم.
ونتاجا لعدد من الممارسات والمواقف “اللامهنية” وفق معارضي عادل الرايس؛ بدأت تعلو وتتكاثر الأصوات الرافضة لقراراته من هداخل المكتب الجهوي للاتحاد بجهة الشمال، مطالبة بوضع حد لمحاولاته نحو البقاء متحكما في الرئاسة لولاية أخرى
ومن بين مشاهد السخرية التي يتداولها أعضاء المكتب الجهوي فيما بينهم، وأطلعوا صحيفة إيكوبريس على تفاصيلها، خضوع عادل الرايس لرغبات موظفة إدارية بشكل مثير لعلامات الاستفهام، لدرجة أنه اعترض على اسم أحد المرشحين المقترحين لخلافته بالقول : “إذا ترشحت فلانة هناء غادي تمشي فحالها “!!!
وفي ظل كل الاستياءات التي تولدت لدى أعضاء مكتب “CGEM” الجهوي؛ باتت أهم مطالب ومساعي تيار التغيير من داخل CGEM NORD اليومk هي التصدي للمرشح الذي سيدفع به عادل الرايس لكي يكون يده التنفيذية خلال ولاية جديدة، حيث أكد عدد منهم أنهم مصممين على ضرورة فسح المجال أمام رئيس جديد مستعد لخدمة مصالح جميع المنخرطين ومختلف القطاعات الصناعية والخدماتية.
مرشح واحد بدعم واسع
في هذا السياق؛ تشير المعطيات إلى أن المرشح رسميا لمنصب الاتحاد العام، لحد الآن، هو ياسين العرود. وهو مسير وحدة صناعية لخياطة ملابس التصدير في منطقة المجد، ويشتغل حاليا رئيسا للجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة بجهة الشمال. وهو في نفس الوقت عضو بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
وكشفت مصادر مقربة من العرود، في حديث لصحيفة “إيكو بريس”، أن برنامجه الانتخابي يتضمن إعادة الأعضاء الفاعلين بكل من فرعي مدينتي تطوان والحسيمة، الذين انسحبوا بسبب سياسة عادل الرايس. إضافة إلى إيلاء عناية خاصة لإحياء مناطق صناعية وخدماتية في أقاليم نائية كالحسيمة ووزان. وكذا إنعاش القطاع الفلاحي والسياحي بإقليم العرائش..
وطلب المصدر المقرب من العرود أن يبدأ عادل الرايس بالبحث عن مكان لتنفيذ وعده، متسائلا هل سيقوم بذلك في إحدى المصحات الخاصة أم في الباطوار ؟؟
برنامج انتخابي طموح وواقعي
هذا، وأكدت المصادر أن هذا رئيس لاميث حاليا “سيعمل على فتح بعض المقاولات العاملة في مجال السيارات و”الكابلاج” والتي ستمكن من تشغيل حوالي 2000 إلى 3000 شخص في الفنيدق.. إلى جانب تسليط الضوء على احتياجات أقاليم وزان أيضا والعرائش والقصر الكبير لتحقيق عدالة مجالية والانفتاح على الأقاليم الصغرى”.
فيما أكدت المصادر المطلعة لصحيفة “إيكو بريس” أن ياسين العرود يحظى بدعم الفاعلين الاقتصاديين وأرباب شركات النقل واللوجيستيك والتنظيمات المهنية التي تجمعهم.. كما يحظى كذلك بدعم وإسناد بعض من الفاعلين في القطاع الفندقي والمجال العقاري بطنجة.
كما أعلنت كبريات شركات النسيج والأغلبية، حسب ذات المصادر، عن دعمها المطلق لياسين العرود المرشح. دعم يأتي خصوصا بعد التصريحات المستفزة للرئيس الحالي المنتهية ولايته عادل الرايس. تصريحات قال فيها الرايس: “إذا طلع ياسين العرود لرئاسة الاتحاد أنا نقطع يدي”.
اختلالات تثير السخط
ومن جهة أخرى؛ رصد مصدر مطلع لصحيفة “إيكو بريس” أهم الاختلالات والممارسات التي ارتكبها الرئيس المنتهية ولايته، عادل الرايس، والتي فجرت السجال داخل المكتب وأثارت حفيظة معظم أعضاءه.
وأوضح المصدر أن أهم هذه الممارسات هي “تغييب” الرايس لعدد مهم من أعضاء المكتب الجهوي للاتحاد “CGEM” عن الاجتماعات المنعقدة. موضحا أنه هنالك “32 عضوا بمكتب الشمال، ولكن للأسف الذين يحضرون هم فقط 6 أو 8.. وهذا ما يطرح السؤال حول سبب هذا الغياب”.
ووضع مصدر آخر علامة تعجب عريضة حول كون “الرايس هو الذي نظم عددا من الاجتماعات رغم أنه ليس له حق في ذلك حسب القانون الداخلي. وذلك لأنه مازال في منصب رئيس الاتحاد وأن الحملة الانتخابية لم تبدأ بعد”. مردفا: “الأدهى من ذلك هو أن الرايس لا يدعو كل الأعضاء لحضور اللقاءات التشاورية، فيتم عن قصد تغييب عدد كبير منهم على رأسهم نائبته المنتخبة.
كما تشمل الاختلالات أيضا، حسب المصدر الأول، “إقصاء” الرايس لمدينتي الحسيمة وتطوان. معتبرا أن “هذه الأقاليم يجب أن تنال أيضا حظها من المشاريع وفتح المقاولات”. ومؤكدا أن هذا “الإقصاء هو الذي يجعل لدى رجال الأعمال بتطوان والحسيمة عتابا على عادل الرايس”.
وكشف المصدر أن سخط رجال الأعمال هذا دفعهم إلى تقديم استقالة جماعية “ولم يتراجعوا عنها إلا بعد تدخل بعض الإخوان”.. وسطر على أن “عادل الرايس رد على هذه الاستقالة بعبارة أنه سيغلق فرع تطوان”. وذلك رغم أهمية تطوان التي تضم قطاع السياحة والعقارات والنقل واللوجيستيك..
ومن ضمن الاختلالات التي شهدتها ولاية الرايس أيضا؛ سلط المصدر الضوء على “التقصير الكبير” في جلب الاستثمارات وتطوير المنطقة. فشهد على أن “الدولة وضعت عدة حلول ومقترحات وبرامج للتحفيز والدعم، لكن الرايس لم يستطع أن ينزل أي برنامج ولم يجلب ولو مقاولة واحدة للحسيمة والفنيدق”.
ومن ناحية أخرى؛ ندد ذات المصدر لصحيفة “إيكو بريس” بتغييب وقطع العلاقة مع الجسم الإعلامي في الشمال. لافتا إلى أن “الرئيس الحالي أغلق التواصل مع وسائل الإعلام في المنطقة ولم يسبق له أن استقبل أي وسيلة إعلامية” في مكتب الاتحاد لإحاطة الرأي العام الاقتصادي بمكتسبات وفرص وتحديات وإكراهات الفاعلين المنتسبين للاتحاد.
فتيل السجال
ومن جهته؛ أوضح مصدر مطلع آخر من داخل المكتب الجهوي لاتحاد “CGEM” بجهة الشمال، في تصريح لجريدة “إيكو بريس”، السبب الأساسي وراء الاستقالة الجماعية لعدد من أعضاء فرع تطوان. موضحا أن “مديرة المكتب كانت المتسبب الرئيسي في ذلك، بسبب إخلالها باحترام الأعضاء”.
وكشف المصدر عن وجود “محضر موثق تم تحريره خلال اجتماع تطوان ويؤكد أنه من ضمن الأسباب التي زادت الطين بلة ودعت الأعضاء للاستقالة هي إخلال المديرة باحترام النائب المكلف بفرع تطوان”. مشيرا إلى وجود أسباب أخرى كثيرة ومتراكمة قبل هذه الواقعة.
وخلال الاجتماع الذي تم عقده لمناقشة أسباب الاستقالة هاته؛ يضيف ذات المصدر أنه “عند مداخلاتنا غضبت المديرة فغادرت القاعة ولحق بها الرئيس ليراضيها وأرجعها بعد ذلك”. وهو ما استنكره المصدر قائلا “هل هو رئيس أم نحن أمام علاقات أخرى داخل المكتب؟”.
وأشار المتحدث إلى أن “الرئيس يطبق ما تمليه المديرة.. ونحن لا ندري ما سبب هذا الضغط الذي تمارسه وسبب امثتال الرئيس لها”. مشددا على أن “الرايس لم يقدم أي شيء لمدينة تطوان”.
رفض يثير الاستغراب
وفي سياق الترشيحات لمنصب الرئيس للانتخابات المقبلة؛ أضاف المصدر أنه في نفس الاجتماع أعرب الرايس عن رفضه لفكرة ترشيح نائبته للرئاسة.
وكشف أنه “خلال الاجتماع الثاني اقترح بعض الأعضاء الذين جمعهم الرئيس الحالي ترشيح نائبته الحالية للترشح لمنصب الرئاسة. وهو الأمر الذي قابله الرايس بالرفض مباشرة قائلا إن فلانة لا تتفاهم مع المديرة”.
وتساءل المصدر مستغربا: “هل الهدف اليوم في الاتحاد العام لمقاولات المغرب هو إرضاء المديرة؟”. وأردف: “لماذا الرايس يريد الضغط على نائبته التي عملت أكثر منه في هذا الاتحاد ومحاولته المكشوفة لمنعها من الوصول إلى رئاسته؟”.
وأعرب المصدر على استنكاره الشديد لهذا الرفض مشددا على ضرورة تولي شخص آخر لرئاسة الاتحاد. وانتقد بقاء الرايس في منصب الرئاسة قائلا: “ألا توجد لدينا اليوم كفاءات في الجهة لنقدمها؟ لماذا يبقى نفس الشخص لخمس ولايات؟”.
تجدر الإشارة إلى أن عادل الرايس قد “أمضى ولايتين كنائب للرئيس العام لاتحاد مقاولات المغرب. ثم حصل بعدها على ولايتين أخرتين كرئيس. وها هو الآن يريد إضافة الخامسة.. هل هذا داخل في أخلاقيات الCGEM؟”.
تغييب مؤكد
وتعليقا على ما أدلت بها مصادر صحيفة “إيكو بريس”، تواصلت الجريدة مع الشعيبية بالبزيوي علوي، نائبة رئيس اتحاد مقاولات المغرب، لاستفسارها عن حقيقة إقصائها في الاجتماعات الأخيرة.
وردا منها؛ أكدت بالبزيوي بالإيجاب أن رئيس الاتحاد لم يستدعها للمشاورات التنظيمية الأخيرة التي عقدها. وأكدت أنه “لم يستدع أعضاءا آخرين مكتبي تطوان والحسيمة، فلم يحضر أقل من 10 أعضاء من أصل 32 عضوا في المكتب الجهوي للاتحاد بالشمال”.
Discussion about this post