مركز نارسا بطنجة .. تصفية 30 ألف ملف عالق في ظرف 3 أشهر
تغير وجه مركز تسجيل السيارات في المديرية الإقليمية لوزارة النقل بطنجة، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فقد اختفت طوابير المرتفقين أمام الشبابيك، وتراجعت احتجاجات المواطنين على التأخر أو التماطل في تلبية الخدمة.
كما سجل المرتفقون الذين يترددون على إدارة الأشغال العمومية، كما يطلق عليها في طنجة، تراجع عمليات الوساطة التي كانت تقريبا تبسط سيطرة شبه مطلقة، وتضرب جدارا مانعا بين المواطن والإدارة.
ورغم صعوبة الوضع إلى غاية شهر يونيو الماضي، حتى كان يقال من المستحيل إصلاح مركز تسجيل السيارات ومنح رخص السياقة في المصلحة الإقليمية للنقل بطنجة، فقد نجحت الهيكلة الإدارية الجديدة في التغلب على العراقيل، وفرض تدابير الحكامة والعقلنة في تقديم الخدمات.
في هذا الصدد، كشفت مصادر صحيفة إيكوبريس الإلكترونية، أن مركز نارسا بطنجة، تمكن من معالجة ما يقارب 30 ألف ملف يتعلق بملفات نقل ملكية العربة، أو بتجديد أو تبديل البطاقة الرمادية للسيارة، أو طلب الحصول على رخصة السياقة أو تبديلها أو تجديدها.
وقد كانت تلك الملفات عالقة لمدة عام وأخرى تراوح مكانها منذ أزيد من ستة أشهر، حيث عكف المسؤولون الإداريون الجدد بمعية الموظفين، على تصفية التركة الثقيلة من المرحلة السابقة، إلى أن بلغوا النقطة صفر من الملفات المتراكمة.
المرحلة الانتقالية من وضع كارثي وصل صداه إلى المصالح المركزية في العاصمة الرباط، والتي كانت قد أسفرت عن توقيف ثمانية موظفين وإجراء حركة انتقالية داخلية في المناصب، لم تعجب الكثيرين من مدارس تعليم السياقة و السماسرة الذين أغلقت في وجوههم منابع السيبة والفوضى، حيث بدأ بعضهم يثير التشويش الجانبي بهدف خلق البلبلة.
نحو 5 آلاف بطاقة في الشهر
تغطي المصلحة الإقليمية للنقل مركز نارسا بطنجة، عمالة طنجة أصيلة، وعمالة إقليم فحص أنجرة، ويستقبل يوميا، ما يزيد عن 600 مرتفق، فيما يتقدم لطلب الحصول على بطاقة السياقة بعد اجتياز الامتحان التطبيقي.
في مركز الامتحان النظري، فتح مدير المركز الكاميرا بغتة وبدون ترتيب مسبق لزيارتنا، فصادفنا المراقب يتفحص آذان المترشحين، والمرأة تتولى فحص المرشحات. في إطار الصرامة الجدية لتكريس مبادئ الاستحقاق.
هاته الإجراءات صاحبتها كذلك، تعزيز مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص، بفعل فرض الصرامة في مراكز الامتحان، حيث يتم فحص المرشحين إناثا وذكورا، قبل بدأ حصة الاختبار النظري، وذلك درءا لسلوكيات مرتبطة بالغش.
ومنذ أسابيع غابت مظاهر الازدحام عن الشبابيك، ولم يعد مطالبا من المرتفقين التسابق في الساعات الأولى من صباح كل يوم، للوقوف في مقدمة الطابور من أجل قضاء مصالحهم، بعدما تمت تصفية الملفات العالقة و تفرغ الموظفون لاستقبال الملفات اليومية ومعالجتها في مدة قصيرة.
أيضا تقلصت مواعيد إجراء الامتحان النظري من 3 أشهر إلى أسبوع، بالنسبة للمترشحين الجاهزين المسجلين في مدارس تعليم السياقة
وبالنسبة للامتحان التطبيقي انتقلت فترة الانتظار إلى 3 أسابيع فقط بعدما كانت تصل إلى 4 أشهر، جراء التراكم والتأخيرات.
تدابير جديدة خلفت حالة من الارتياح، كما ضربت الهيبة على مقر الأشغال العمومية، ولم يعد مستباحا الدخول إليه من طرف جيش السماسرة الذين كانوا في وقت مضى يبسطون سيطرتهم حتى على أعوان الحراسة في بوابة المركز.