عجائب إعداديات الريادة في طنجة
بعد انتهاء مرحلة المعالجة المكثفة في إعداديات الريادة بالمديرية الإقليمية طنجة أصيلة التي امتدت 5 أسابيع وركزت على تمكين المتعلمين من قراءة النصوص بطلاقة وفهم معانيها، اصطدم الأساتذة بواقع مر في مرحلة التعليم الصريح التي انطلقت منذ أسبوعين.
والغريب العجيب أن الأساتذة يرسون التعليم الصريح في غياب كراسات التلاميذ التي كان مقررا أن تتوصل بها إعداديات الريادة بمديرية طنجة أصيلة، أواخر أكتوبر المنصرم، غير أن الإعداديات لم تتوصل بها حتى كتابة هذه الأسطر، بما يعرقل سير الدرس، ويضرب في الصميم جودة التعلمات.
كما أن الأساتذة يواجهون صعوبة جمة في إنجاز الحصص الدراسية جراء أعطاب في الوسائل الرقمية المعتمدة في التدريس ضمن مشروع الريادة الذي يعكس فجوة كبيرة بين الخطاب الرسمي الذي يعتمد مقاربة العام زين، مظهرا محاسن المشروع المفروض على الأساتذة والمفتشين فرضا، والواقع الذي يجلي عشوائيته وارتجاليته إلى حد شعر عنه الأساتذة والمتعلمين بتذمر كبير على حد سواء.
هذا دون الحديث عن هزالة التكوينات التي تلقوها في أيام معدودات، والتي لم تسعفهم في امتلاك أسباب تدريس المتعلمين وفق التعليم الصريح، فضلا عن إفراغ المحتويات الدراسية من مضامينها بوجه جعلها مشوهة كل التشويه، حتى أن هذه المحتويات أصبحت لا تخاطب ذكاء المتعلم، وإنما تغرقه في السطحية باختباره في أمور يسيرة على غرار أسئلة مسابقة دوزيم!
وكانت مرحلة المعالجة المكثفة سجلت الكثير من العثرات، وعلى رأسها التأخر في تمرير الروائز الكتابية، وقد راجت حينها أخبار تفيد بإسناد طباعة الروائز الكتابية إلى شركة في جنوب المغرب كأن طنجة لا تتوفر على مطبعات! وهو ما أدى إلى وصولها إلى المديرية الإقليمية طنجة أصيلة خارج موعدها المحدد.
كما شهدت تراخي عدد من المتعلمين المتفوقين الذين أصابهم الملل قياسا إلى سهولة المحتويات التعليمية التي تلقوها، وفق مقاربة طارل التي تعتمد التدريس بالمستوى المناسب والتعليم الصريح، بل أكثر من ذلك فإن بعضا من المتعلمين غادروا إلى إعداديات خاصة، أو إعداديات لم يحن بعد الدور على اندماجها في مشروع إعداديات الريادة.
هذا العبث يكرس غياب تكافؤ الفرص بين التعليم العمومي والتعليم الخصوصي، ويزكي شكوك استهداف المدرسة العمومية الغارقة في مشاكل شتى من قبل ، وسائل المسؤولين على مشروع الريادة الذين أنزلوه على المدرسة العمومية دون تخطيط مسبق، ودون إشراك كل المتداخلين في قطاع التربية والتعليم، ويدعو المنتمين إليه من أساتذة ومفتشين إلى إطلاق صرخاتهم المستنكرة قبل فوات الأوان إذ لا ينفع العض على الأصابع في شيء.
















Discussion about this post