جدل حول المثلية الجنسية في مهرجان فرنسي بطنجة
جدل حول المثلية الجنسية في مهرجان فرنسي بطنجة
سلمى المرابط صحفية متدربة –
يبدو ان تيار الميوعة وتفكيك قيم المجمع المغربي، انطلقت نحو السرعة القصوى، في مخططات ترسيخ أفكار المثلية الجنسية وسط الأجيال الناشئة، هذا ما جارى في مهرجان فرنسي بطنجة، مؤخرا.
ففي أواخر شهر شتنبر المنصرم، وعلى مدى أسبوع، رست باخرة تابعة لجمعية فرنسية، ART EXPLORA، يقول المنظمون أنها ” متحف بحري متجول” يغوص بزواره في رحلة مفتوحة لسبر أغوار التاريخ القديم، عبر تقنيات تكنولوجية حديثة.
ومن أجل إضفاء صبغة التميز على الحدث، ألبسوه ثوب “النشاط الثقافي”، وحاولوا تصويره على أنه سابقة تتمثل في نا مدينة طنجة تستقبل كأول مدينة عربية وإفريقية تستقبل هاته السفينة، قبل أن تواصل رحلتها إلى العاصمة الرباط في الأيام القادمة.
وضد تضمن المهرجان الذي ينظمه المعهد الفرنسي تحت شعار: “رحلة ثقافية في البحر الأبيض المتوسط “، على متن باخرة متحف متنقل تسعى إلى تقريب زوارها من متحف اللوفر الكائن بعاصمة فرنسا باريس.
كما يزعم المنظمون أن السفينة المتحف تجعل الفنون متاحة للجميع وأكثر انتشارا من خلال بديل مبتكر ينقل الثقافة عن طريق البحر، إذ يعتبر المتحف المتجول “اكتشف الفن” موعد ثقافي مجاني يجوب حوض البحر الأبيض المتوسط إلى غاية سنة 2026،
المفروض من سلطات الشأن الديني في البلاد، أن تطلع على مضمون البرنامج كاملا، وتتأكد من محتوى الفقرات التنشيطية، والجماعات التي تقوم بالتنشيط، للتحقق من مدى احترامها للفطرة الإنسانية السوية، أم أنها تشتمل على رسائل ذات إيحاءات
محاولة غرس المثلية الجنسية في لا وعي الأطفال
اكتشف الفن الذي هو بيت القصيد في المهرجان الفرنسي، يتضمن “السم في العسل”، كما اعتبره مغاربة تابعوا المشهد بالصدفة، وتقاسموا انطباعاتهم المشمئزة من محتوى أحد العروض المقدمة في الحفل الختامي للمهرجان.
وقدم العرض الغنائي جماعة من الشبان يتقمصون شخصيات المثليين، حيث كانوا يرتادون ملابس نسائية ووضعوا ماكياج كثيف على وجهوههم وعكارا على شفاههم، ويرددون فقرات غنائية مغنجة، ورقص لا يخلو من إيحات المثليين.
بعض أولياء الأمور الحاضرين رفقة أطفالهم لم ينتبهوا للأمر، والبعض الآخر سجل امتعاضه لاحقا بعد أن اكتشف الخديعة التي وقع فيها تحت شعار “مجانية الدخول للسفينة المتحف”.
وعبر أحد آباء الأطفال في تصريح لجريدة إيكوبريس الإلكترونية، عن استغرابه صمت السلطات الوصية على الشأن الديني للمغاربة، حيث تنسحب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى الخلف، وتتفرج على الوضع.
فيما قال آخرون، أن الوزارة لا دخل لها بشكل مباشر في القضايا القيمية المثيرة للجدل، وحملوا المسؤولية للآباء والأمهات الذين حضروا في المهرجان الغنائي، واستسلموا لنغمات الموسيقى وشدهم الفلكلور الغنائي، دون أن ينتبهوا للرسائل الخطيرة على عقول أطفالهم.
عرض المثليين في مهرجان art explora، أعاد للواجهة جدلا شديدا بين أفراد المجتمع، إذ تستغل أقلية تدافع على نشر أفكار الشذوذ الجنسي، بأساليب وأشكال مختلفة تحت غطاء “جهات حقوقية”، الفرصة كلما سنحت من أجل منح المثليين المزيد من الامتيازات.
بينما لا يزال طيف واسع من أغلبية المجتمع المغربي متمسك بالفطرة الإنسانية السوية، والتي ترفض اعتبار نشر “الشذوذ الجنسي”، ومحاولات التطبيع معه عبر تظاهرات تلبس رداء “الثقافة” أو “المهرجانت الفنية”، ما هو إلا عملية احتيال والدخول من النافذة !!
المثلية الجنسية تريد تغيير تركيبة المجتمع
لا يقتصر الجدل حول المثليين والمتحولين جنسيا من الشواذ في المجتمعات الإسلامية، بل حتى في المجتمعات الغربية، إذ تصاعدت أصوات المجتمعات الأوروبية تطالب حكومات بلادها التراجع عن دعم حقوق المثليين، لأنها تهدد استمرار الأسرة، وتقوض بذلك أسباب استمرار الوجود البشري.
فبعدما أصبحت أوروبا والعالم الغربي تحصد مساوئ اعتراف حكوماتها بالشواذ تحت ضغط لوبيات الإعلام، و المنظمات الحقوقية، حيث ارتفعت الأسر التي تبحث عن مدارس بديلة لأبناءها، خصوصا المدارس الكنسية، من أجل الهروب من المدارس التي تعلم الشذوذ في مناهجها، وذلك بعدما استشعرت المجتمعات في أوروبا خطورة الانهيار الديموغرافي.
وحسب المعهد الفرنسي للإحصاء والدراسات الاقتصادية، ففي العام 2022 كانت نسبة 65% من المواليد في فرنسا خارج إطار الزواج.
وقد عكست الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عدد من البلدات الأوروبية صعود أحزاب اليمسن المتطرف، والجماعات الداعمة لها، وهي تيارات مجتمعية ترفض المثلية الجنسية، وتعتبرها ضد الطبيعة الإنسانية، وهي تعوق النمو السكاني التقليدي للسكّان الأصليين، كما أن سكّان المدن الصغيرة والريف يرون أنها ضد الدين.
فإذا كانت أنياب تيار المثلية في العالم درت المجتمعات الأوروبية والغربية، فهل السلطات القيمة على الشأن الديني واعية بخطورة ذلك ؟؟ وما هي الإراءات الوقائية لحماية تماسك واستقرار المجتمع المغربي، على مستوى الإعلام والمهرجانات الثقافية ومنابر خطب الوعظ والإرشاد ؟؟