احتجاجات جيل GEN Z بالمغرب حرب الألوان بين الشباب والحكومة.. عندما يتحول اللباس إلى خطاب سياسي
مقال رأي : ذ مرتضى بن عبدالغفور
في مشهد غير مسبوق في المشهد العام بالمغرب، تحولت الألوان إلى رموز سياسية تعبّر عن مواقف ورؤى متباينة بين فئة الشباب والحكومة، فبعد أن اختار الشباب النزول إلى الشارع مرتدين اللون الأسود، في تعبير جماعي عن الحزن والرفض والاحتجاج، ردّت الحكومة وأحزاب الأغلبية بظهورٍ جماعي باللون الأبيض، في ما بدا وكأنه رسالة مبطنة بمخالفة رمزية لرسالة الشارع.
الأسود، في قاموسنا، لم يكن مجرد لون، بل كان صرخة صامتة تعبّر عن الإحباط من واقع اجتماعي واقتصادي وسياسي متأزم، وعن فقدان الثقة في المؤسسات الوسيطة والأحزاب التي كان يُفترض أن تنصت لهم وتدافع عن قضاياهم.
أما الأبيض الذي اختارته الحكومة وبعض مكوناتها، فقد فُهم عندنا كشباب وعلى نطاق واسع كرسالة مضادة، وكأن الحكومة وأحزاب الأغلبية الحكومية تقول “نحن في سلامٍ ووئام، والأمور تحت السيطرة”.
هكذا، دون شعارات ولا خطابات، تحولت المعركة إلى حرب ألوان بين جيلين: جيل يعيش الأزمة ويعبّر عنها، وجيل سياسي يبدو أنه يعيش في عالمٍ آخر.
في العمق، لم تكن القضية مجرد اختلاف في الأذواق أو صدفة، بل كانت تجسيدًا لصراع رمزي بين رؤيتين مختلفتين للواقع: رؤية من يعيش المعاناة ويريد التغيير، ورؤية من يرفض الاعتراف بعمق الأزمة.
اللونان الأسود والأبيض، في سياق سياسي واجتماعي محتقن، تحولا إلى لغتين متناقضتين: لغة الشارع التي تنطق بالألم، ولغة السلطة التي تردّ بالصمت المتوشح بالبياض. وبين اللونين، يمتد فراغ رمادي كبير يختزل المسافة الفاصلة بين الشباب والحكومة، بين من يبحث عن الأمل، ومن يكتفي بتجميل الصورة وتسويق إنجازاته الحكومية التي لا يراها أحد سواه.
احتجاجات جيل GEN Z بالمغرب حرب الألوان بين الشباب والحكومة.. عندما يتحول اللباس إلى خطاب سياسي
Discussion about this post