أغرقت اللجنة المنظمة للمؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي انعقد عشية اليوم الجمعة، بطنجة، قاعة المركز الثقافي أحمد بوكماخ. بالمئات من المشاركين من مختلف الأعمار، وقد بدا حضور النساء المُحجبات لافتا في الجلسة الافتتاحية، التي وصفها لشكر بـ “الجماهير الحاشدة” التي جاءت بدون وسائل نقل ممولة، ولم تأت مقابل الزرود والولائم كما تفعل بعض الكائنات الانتخابية.
لكن بعض العارفين بخبايا أمور الشأن السياسي في عاصمة البوغاز ونواحيها، لديهم رؤية مختلفة لما أومأ إليه إدريس لشكر، إذ أكدوا أن نسبة كبيرة من الحاضرين للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي غير مُنخرطين في الحزب، بل إن بعضا منهم لا يدري لماذا جاء أصلا !!
وردا على هذا الكلام، قال مصدر قيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، إن الجلسات الافتتاحية للمؤتمرات تكون مفتوحة للعموم، والمدعوون إليها من المتعاطفين مع الحزب، و البعض الآخر من أنصار المرشحين في المجالس الجماعية بمختلف المجالس في عمالة طنجة أصيلة، وأيضا أقاليم مجاورة، إضافة إلى منخرطي بعض الهياكل الموازية على غرار نقابة الفدرالية الديمقراطية للشغل، والتي لديها تمثيلية مُحترمة.
أجواء باهتة لا تليق بتاريخ عتيد
وعرفت أشغال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب الاتحاد الاشتراكي بطنحة، والذي ترأسه كاتبه الوطني إدريس لشݣر، الذي يطمح إلى خلافة نفسه على رأس التظيم أو توريث الكرسي لأحد أبناءه، (عرفت) نفس الممارسات البائدة في استقبال الزعماء، حيث اصطف في استقباله أعضاء من حاشيته التنظيمية في مقدمة الصفوف والذين يوجدون دوما بقربه في أنشطة الحزب بالرباط، من أجل تقبيله من الوجه.
وافتتحت الجلسة بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع الاتحاديين القارئ معاذ الغرباوي، إمام مسجد خديجة أم المؤمنين، بطنجة.
وقد استبق هؤلاء الأشخاص المعروفين بقربهم من إدريس لشݣر والمناهضون لكل خصومه بما فيهم الفقيد الزايدي رحمه الله، استبقوا السلام على زعيمهم الكاتب الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، قبل أهل الدار من أعضاء الحزب في طنجة، مما يكشف حجم التسلط و الانتهازية التي تجري في عروق بعض الأحزاب مما يحول دون وصول الكفاءات إلى مواقع القرار التنظيمي.

حضور حزبي جد ضعيف !!
هذا وكانت شهدت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حزب الوردة، حضور المستشار بمجلس المستشارين، ورجل الأعمال المعروف في قطاع الصيد البحري، يوسف بنجلون، في المنصة، والبرلماني عبد القادر بن الطاهر الذي رفع اسم الاتحاد الاشتراكي عاليا في سماء قبة البرلمان من خلال أسئلته الشفوية و الكتابية ومداخلاته النارية عن ساكنة الجهة.
كما عرفت حضور الدكتور عبد الحميد مصباح، رئيس فريق الاتحاد الاشتراكي بمجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، ورئيس جماعة قروية بإقليم شفشاون، إضافة إلى البرلمانية عن اللائحة النسائية لحزب الوردة سلوى الدمناتي.
وعن جانب الأحزاب السياسية الأكثر تمثيلية، حضرت بعض الوجوه عن حزب الأصالة والمعاصرة ممثلة في محمد الحميدي رئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة، وسعيد أهروش رئيس مقاطعة السواني، وعن حزب التجمع الوطني للأحرار، حضر كل من نائب العمدة عصام الغاشي، والبرلماني النشيط الحسين بن الطيب، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات.
في المقابل، غابت أحزاب وطنية عتيدة عن اللقاء إذ لم تشاهد قيادات حزب الاستقلال، و لا التقدم والاشتراكية و لا العدالة والتنمية التي تتموقع هي الأخرى في صف المعارضة بمجلس النواب، ورجحت مصادر حزبية هذا الغياب إلى موقفها من الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، كون مواقفه ذات طابع حربائي، لعل أبرز تجلياتها انقلابه على أحزاب المعارضة فيما يتعلق بملتمس الرقابة ضد الحكومة قبل أشهر.
نقطة سوداء لا علاقة للحزب بها
تحولت قاعة فريدة بليزيد في المركز الثقافي أحمد بوكماخ، إلى حمام ساخن، جعلت الحاضرين يتصببون عرقا بما فيهم الزعيم الاشتراكي إدريس لشكر الذي اضطر إلى إزالة الفيستا، ومع ذلك تبلل قميصه من الإبط ومن الظهر عرقا، وهو يخاطب الجماهير الحاشدة حسب تعبيره في المنصة.
وتسبب في ذلك، عطل في مكيفات الهواء التي كانت خارج الخدمة رغم أن هذه القاعة العمومية التابعة لجماعة طنجة التي يرأسها منير الليموري، والذي كان مستشاره المقرب عبد الرحيم الزباخ حاضرا هناك في المؤتمر، تتوفر على ميزانية الصيانة.
Discussion about this post