رئيس مجلس النواب الأمريكي يكشف التواطؤ مع إسرائيل في سياسة تجويع غزة
في تصريح أثار جدلا واسعا، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، إن “إسرائيل سمحت بدخول 94 ألف شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة” منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023. وذلك خلال مقابلة مع قناة “NBC News” الأمريكية، مساء الأحد.
ورغم هذه الأرقام، يواجه سكان غزة مجاعة غير مسبوقة.. في ظل حصار خانق تفرضه إسرائيل وتغذّيه سياسات داعمة من الولايات المتحدة.
وأثارت تصريحات جونسون، التي جاءت على خلفية تدهور الوضع الإنساني في القطاع ووسط تزايد الضغوط الدولية بشأن استخدام إسرائيل للمجاعة كسلاح حرب، الكثير من علامات الاستفهام حول مدى واقعية الأرقام التي طرحها.
ففي الوقت الذي وصف فيه جونسون الصور القادمة من غزة بأنها “مؤلمة وتفطر القلب”.. تجاهل الإشارة إلى مسؤولية بلاده المباشرة في دعم آلة الحرب الإسرائيلية التي حوّلت القطاع إلى منطقة منكوبة.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن القطاع المحاصر يحتاج إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميا. أي ما يعادل أكثر من 396 ألف شاحنة منذ اندلاع الحرب وحتى اليوم.
وإذا ما صحّ الرقم الذي ذكره جونسون، فإن نسبة ما تم السماح بدخوله لا يتجاوز 23 في المئة من الاحتياجات الفعلية. وهو ما يعزز الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل باستخدام سياسة التجويع كسلاح ممنهج ضد أكثر من مليوني فلسطيني، بدعم ضمني وصريح من واشنطن.
وبينما حاول جونسون تبرير نقص المساعدات بالزعم أن “حماس سرقت جزءا كبيرا” منها، جاء ردّ مقدم البرنامج مستندا إلى تقرير حديث نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، يفيد بأن الجيش الإسرائيلي نفسه لم يجد أي دليل على سرقة المساعدات من قبل حركة حماس. وخصوصا تلك التي تنقلها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية.
ومنذ 2 مارس 2025، قامت إسرائيل بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنعت دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية. وهو ما تسبب في تفشي المجاعة وارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال والمرضى والمسنين. وذلك في ظل عجز شبه كامل للمستشفيات ونفاد الإمدادات الأساسية.
ويعيش قطاع غزة حاليًا واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه. إذ تتقاطع المجاعة مع حرب شاملة تتسم بتدمير البنية التحتية واستهداف المناطق السكنية والمرافق المدنية.. بينما يقف المجتمع الدولي عاجزا أمام استمرار المأساة، ويدفع المدنيون الثمن باهظًا من أرواحهم وأمنهم الغذائي.
وتسلط تصريحات جونسون، التي حاول من خلالها تبرئة حليفة بلاده، الضوء مجددا على ازدواجية الخطاب الغربي. حيث يتم التغاضي عن الجرائم الإنسانية الواضحة في غزة، مقابل تقديم إسرائيل كضحية تتعامل بـ”رحمة” رغم ممارستها لسياسات الحصار والقتل والتجويع.
Discussion about this post