الفلاحة في المغرب في خطر.. منظمة دولية تدعو إلى تغيير أنواع الزراعات
في وقت تواصل فيه الحكومة المغربية اعتماد سياسات فلاحية تُوصف بالاستنزافية وغير المتوائمة مع التغيرات المناخية الحادة، أطلقت منظمة “غرينبيس” نداء دوليا يدعو إلى التحول نحو أنظمة غذائية محلية ومستدامة، ترتكز على المعارف التقليدية لصغار المزارعين والمجتمعات الأصلية، وتضع أولوية توفير الغذاء للسكان فوق أرباح الشركات متعددة الجنسيات.
ويأتي تقرير المنظمة البيئية العالمية في سياق مغربي مثقل بالأزمات البيئية والمائية. حيث ما تزال أنماط زراعية مفرطة في استهلاك الماء، مثل زراعة الأفوكادو والبطيخ والطماطم، منتشرة بشكل واسع، رغم التحذيرات المتكررة من أثرها الكارثي على الموارد المائية الشحيحة، وغياب انسجامها مع واقع الجفاف المتكرر وتغير المناخ.
وفي العريضة التي أطلقتها المنظمة، أكدت أن النظام الغذائي العالمي الحالي يمثل أحد الأسباب المركزية لأزمات الغذاء والمناخ. وذلك بسبب هيمنة الزراعة الصناعية الملوثة والصناعات الغذائية الضخمة، التي تُنتج لأجل الربح وتُهمل احتياجات الشعوب وحقوق المنتجين المحليين.
واعتبرت “غرينبيس” أن هذا النموذج ليس حتميا، بل نتاج علاقات اجتماعية مفروضة بقوة القمع والهيمنة. وذلك في ظل نظام رأسمالي توسعي طورته قوى الاستعمار الجديد، ومناخ عالمي تميّزه النزاعات والصراعات، وعلى رأسها الإبادة المستمرة في قطاع غزة.
وأكدت المنظمة على ضرورة الانتقال العادل إلى أنظمة غذائية تحترم البيئة وتستند إلى العدالة الاجتماعية والبيئية، مشددة على أهمية السيادة الغذائية كحق للشعوب، من خلال دعم الزراعة الإيكولوجية التي تُراعي خصوصيات كل منطقة وتُحافظ على تنوعها البيولوجي.
ودعت إلى الاعتراف بالدور المركزي للنساء في إنتاج الغذاء، وضمان حقوق صغار المنتجين والعمال في ظروف عيش كريمة، وتمكين كافة الطبقات الاجتماعية من الوصول إلى غذاء صحي وكافٍ، يُلائم ثقافتها، وبأسعار عادلة.
وفي ختام بيانها، شددت “غرينبيس” على أن تفادي أزمات الجوع والمناخ وفقدان التنوع البيولوجي ممكن من خلال كسر قبضة النظام الزراعي الصناعي، وتبنّي نموذج الزراعة الإيكولوجية باعتباره طريقاً نحو مجتمعات قائمة على العدالة والتضامن والكرامة.
Discussion about this post