جرى الإعلان عن تأسيس “مؤسسة نظر” في الرباط لتعزيز البحث العلمي والفكر المعاصر، في خطوة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتجديد الفكر في قضايا الوطن والأمة.
واحتضنت العاصمة المغربية الرباط الجمع العام التأسيسي لـ”مؤسسة نظر للأبحاث والفكر والعلوم”.
تأسيس “مؤسسة نظر” في الرباط.. استجابة علمية وفكرية
وجاء تأسيس “مؤسسة نظر” كاستجابة علمية وفكرية للتغيرات العالمية والإقليمية، تم إطلاقها من قبل نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين المغاربة، وذلك في إطار سعيهم للرد على التحديات الفكرية والعلمية التي تواجهها الأمة والعالم المعاصر.
وأوضح البلاغ الصادر عن المؤسسة أن المبادرة تهدف إلى بناء رؤية حضارية مغربية-إسلامية تأخذ بعين الاعتبار التحديات الاجتماعية والسياسية، وتوفر إجابات جديدة، بعيدة عن القوالب الجاهزة والمفاهيم المستوردة.
وارتباطا بذلك، أوضح الدكتور الحسن حما، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيس المؤسسة، أن هذه المبادرة تُعد استجابة فكرية للمتغيرات العميقة التي يعيشها العالم.
وأكد الجامعي، في تصريح صحفي، على ضرورة استعادة الأمة لوظيفتها التاريخية وريادتها الحضارية، وذلك من خلال الاهتمام بالبحث العلمي والاجتهاد الفكري.
تقاليد بحثية متجذرة
وأشار حما إلى أن المؤسسة تسعى إلى تأسيس تقاليد بحثية متجذرة في رؤية حضارية مغربية-إسلامية، مع التركيز على معالجة إشكالات الواقع المعاش وتقديم حلول متلائمة مع مقومات المجتمع.
وأكد على أن الفكر العلمي اليوم يعاني من ضمور في الاهتمام بالنظرة المعرفية العميقة، ما أدى إلى تصاعد النزعات السطحية والحلول التقنية العاجلة، وذلك في الوقت الذي يجب أن تظل الأفكار الكبرى هي الدافع لتحريك المجتمعات نحو النهضة.
مصادقة على القانون الأساسي
وشهد الجمع العام التأسيسي نقاشا مسؤولا بين المؤسسين حول طبيعة التحديات التي يواجهها الحقل الفكري والبحثي المغربي.
وأسفر الاجتماع عن المصادقة على القانون الأساسي وانتخاب المكتب التنفيذي للمؤسسة. ويضم، إلى جانب الدكتور حما، كلا من الدكتور محمد الطويل، الدكتور محمد البزوي، الدكتور نوفل الناصري، الدكتور إسماعيل بوصحابة، الدكتور عصام الرجواني، والدكتور يحيى شوطي.
رهانات المؤسسة وأهدافها
وفي حديثه عن الرهانات الكبرى للمؤسسة، أوضح الدكتور حما أن “مؤسسة نظر” ستعمل على تحقيق ثلاثة مسارات رئيسية.
يتجلى المسار الأول في تجسير الهوة بين الفكر والواقع من خلال تفعيل الاجتهادات الفكرية المغربية. والثاني هو استئناف القول الفكري حول قضايا الفرد والمجتمع انطلاقا من خلفية حضارية مغربية-إسلامية.
ويركز المسار الثالث على تعميق التفكير العلمي والنقدي لتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه السياسات العمومية الوطنية.
وأشار حما إلى أن المؤسسة تهدف إلى إنتاج فكر علمي نقدي يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. ويعزز التنمية الإنسانية المستدامة، مع التركيز على القضايا العالمية مثل التحولات الجيوسياسية، والاضطرابات الاقتصادية، والتحولات البيئية والرقمية المتسارعة.
وأضاف أنه في ظل التفشي الواسع للنزعة التخصصية المغلقة، تسعى المؤسسة إلى بناء معرفة تركيبية تجمع بين مختلف الحقول العلمية، متجاهلةً الانغلاق الفكري، وذلك مع الحفاظ على الهوية الحضارية والانفتاح على منجزات الإنسانية.
تعزيز التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية
وحول علاقة “مؤسسة نظر” بالمؤسسات الأكاديمية، تعتبر المؤسسة تعزيز التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية أولوية استراتيجية. وتسعى إلى توقيع اتفاقيات تعاون مع مختلف المؤسسات الأكاديمية، وكذا تنظيم ندوات ومنتديات فكرية تجمع المفكرين والباحثين من مختلف التخصصات.
وتعتزم المؤسسة دعم الباحثين الشباب وطلبة الدراسات العليا، وتشجيع المشاريع العلمية التي تلامس قضايا المجتمع.
وتتعدد مجالات العمل التي حددتها المؤسسة في بيانها التأسيسي، بدءا من السياسات العمومية والتنمية الجهوية والوطنية، مرورا بقضايا الفكر والعلوم والسياسة والاقتصاد.. ووصولا إلى التشجيع على الانخراط في النقاش العمومي ودعم المشاريع العلمية الهادفة إلى النهوض بالمجتمع.
ذات صلة:
انعقاد الأيام العلمية للأطباء الداخليين بطنجة في هذا التاريخ
معهد الزراعة والبيطرة يستضيف “إسرائيليين” صهاينة في ذروة الإبادة الجماعية لغزة
Discussion about this post