تواجه شركة “البناؤون الشباب” أزمة ديون وتداعيات مالية تهدد المقاولات الصغرى. وذلك وفق ما جاء في إطار ندوة صحفية عقدتها الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغرى والصغيرة والمتوسطة بالدار البيضاء.
وسلطت الندوة الضوء على أزمة ديون متراكمة تهدد استمرارية العديد من المقاولات الصغيرة والمتوسطة. وجرى الاجتماع في أحد فنادق الدار البيضاء، حيث جمع ممثلين عن المقاولات المتضررة من توقف شركة “البناؤون الشباب” عن سداد مستحقاتها.
تأثير الديون على المقاولات الصغرى
وخلال الندوة، أكد عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية، أن هدف الاجتماع كان تسليط الضوء على مشكلة تأخر الشركات الكبرى في أداء مستحقاتها.
وأوضح الفركي أن هذا السلوك أصبح شائعا خاصة لدى الشركات القابضة الكبرى التي تستخدم أسلوب “كاش بولينغ” (Cash-Pooling). ويؤدي ذلك إلى امتصاص سيولة المقاولات الصغيرة والمتوسطة.
وشدد الفركي أيضا على وجود فراغ تشريعي في المغرب على مستوى تنظيم هذا الأسلوب. ملاحظا أن الوضع يستغله العديد من “الهولدينغ” لإضعاف المقاولات الصغرى.
ديون “البناؤون الشباب” وتأثيرها على المقاولات
ومن جانب آخر، كشفت الندوة عن تعثر شركة “البناؤون الشباب” في سداد مستحقات مالية تصل إلى حوالي 8 ملايين درهم. وتشمل 25 فاتورة لمشاريع كبرى في مدينة زناتة البيئية.
وأكد ممثل شركة “صوماشام” المتضررة من هذا التعثر أن هذا المبلغ يعادل كتلة الأجور السنوية للعمال. وأشار إلى أن عدم دفع هذه المستحقات قد أثر بشكل كبير على قدرة الشركة على التوسع أو تطوير أنشطتها.
مشكلة التمويلات البنكية والديون المتراكمة
وتعاني شركة “البناؤون الشباب” من صعوبات شديدة في الحصول على تمويلات بنكية لتغطية التزاماتها المتزايدة.
وكون شركة “البناؤون الشباب” تواجه أزمة ديون؛ فقد أغلقت العديد من البنوك أبوابها أمام الشركة بسبب عدم قدرتها على الوفاء بتعهداتها المالية. مما يضع تساؤلات حول تورط مسير الشركة في قضايا “عدم الأداء”.
وتشير المعطيات إلى أن الشركة تواجه ديونا ثقيلة تشمل متأخرات لصالح الموردين، وصندوق الضمان الاجتماعي.. إضافة إلى قروض غير مسددة من عدة مؤسسات مالية.
دعوات للتدخل الحكومي
وفي ختام الندوة، دعا الفركي إلى تدخل السلطات المالية من خلال تدقيق حسابات الشركات الكبرى التي تؤدي إلى إفلاس المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وشدد على ضرورة تحسين التشريعات الخاصة بحماية هذه المقاولات من التأثيرات السلبية للأزمات المالية التي تتسبب فيها الشركات الكبرى.
ذات صلة:
وزارة الانتقال الرقمي تعلن تقدم مراحل انتقاء الشركات الناشئة لمبادرة جيتكس 2025
Discussion about this post