لطالما تباهى سكان طنجة بجمال مدينتهم إلى حد جعلوها الأجمل في العالم، مستدلين بتاريخها العريق، وموقعها الجغرافي المميز، وسحرها الطبيعي.
ولا يختلف أحد في عراقة المدينة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومؤهلاتها الطبيعية التي قلما تجتمع في مدينة أخرى، غير أن المدينة في وقتنا الحالي لا يمكن أن تكون الأجمل في العالم إلا من السماء، وفق ما روج لذلك صناع المحتوى بفيديوهاتهم التي تبرز جمال المدينة من فوق اعتمادا على عدسات كاميرا الدرون.
أما على أرض الواقع فالمدينة هي الأسوء من بين المدن المغربية التي نالت شرف احتضان كأس العالم 2030 بشهادة لجان الفيفا، وشكاوى والمواطنين الذين لم يعهدوا مدينتهم بهذا السوء في ظل سوء الطرقات واختناقها، وضعف خدمات النقل والصحة والنظافة وإدارات الجماعات الترابية، وسوء العرض السياحي.
فكيف بعروس الشمال أن تكون الأجمل في العالم، وقد حصلت على استضافة 6 مباريات فقط في تظاهرة عاديةمن قبيل بطولة كأس إفريقيا 2025 التي يحتضنها المغرب ابتداء من دجنبر المقبل، بما يكشف قصورها عن تنظيم التظاهرات الكبرى التي تجتذب زوارا إضافيين لا قبل لها اليوم باستضافتهم على أكمل وجه.
لقد دفعت المدينة ثمن العشوائية باهظا جراء فساد عدد كبير ممن لهثوا وراء المسؤولية ليراكموا الأموال ويورثوا المدينة المشاكل، حتى أن مسؤولي اليوم لم ينتهوا إلى إيجاد حلول تنهي المشاكل التي تسيء إلى صورة المدينة التي كانت ولا تزال قبلة للسياح من داخل المغرب وكل بقاع العالم.
بعيدا عن العاطفة، لقد فشل المسؤولون فشلا ذريعا في تأهيل مدينة طنجة لتكون الأجمل في المغرب حتى، إذ لم يستثمروا مميزاتها الجغرافية والاقتصادية، والنتيجة معروفة الانتقال من طنجة الكبرى إلى طنجة المشاكل الكبرى!
Discussion about this post