في ظل الأزمة المائية التي تعيشها المملكة بفعل توالي سنوات الجفاف؛ يعتبر الربط بين السدود أو ما يطلق عليه إسم “أوتوروت الماء” من بين أفضل الحلول لمحاولة تخفيف وطأة الأزمة. فهي تقنية تمكن من توزيع مياه السدود على مختلف مناطق المملكة التي تتباين فيها كمية التساقطات والمخزن المائي.
إلا أن هذه التقنية قد لا تكون عادلة في بعض الأحيان، حسب بعض الآراء، بل إنها تكرس بشكل مطلق اللاعدالة المجالية، فتغذي مناطقا على حساب أخرى. ولربما هو الحال الذي قد يعكسه مشروع الربط بين منظومتي اللوكوس وطنجة. ربط يمر عبر سد مدينة العرائش لتستفيد منه مدينة طنجة.
وفي هذا السياق؛ بلغت نسبة إنجاز مشروع الربط المائي بين سدي وادي المخازن بالقنيطرة ودار خروفة بالعرائش، إلى غاية 29 يناير الجاري، 96 في المائة. وذلك وفق ما أكده الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس.
وكشف بايتاس، في معرض جوابه عن أسئلة الصحفيين خلال لقاء صحافي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أنه من المرتقب الشروع في استغلال هذا المشروع خلال فبراير المقبل. موضحا أنه يتم حاليا إنجاز تجارب سلامة القنوات من التسربات على مستوى حوالي 11 كيلومترا متبقية. وسيتم الشروع في ملء القنوات مباشرة بعد الانتهاء من هذه التجارب.
ويهدف المشروع إلى تحويل 100 مليون متر مكعب من سد وادي المخازن نحو سد دار خروفة، لتأمين تزويد قطب طنجة بالماء الصالح للشرب، والحد من ضياع الفائض من المياه المسجل بسافلة سد واد المخازن خلال الفترات الممطرة. مشيرا إلى أن كلفته تبلغ 820 مليون درهم.
ويشار إلى أن مشروع ربط سدي وادي المخازن ودار خروفة يشكل الشطر الثاني من الربط بين منظومتي اللوكوس وطنجة، لتحويل الماء الفائض إلى المناطق المعنية. ويندرج في إطار البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب ومياه السقي، الذي يحظى بعناية ملكية سامية.
ويأتي هذا المشروع بعدما تم الشروع في استغلال الشطر الأول سنة 2021 الذي تم انجازه بين سد دار خروفة ومحطة المعالجة الحشف. وسيمكن من تحويل حجم اجمالي سنوي يقدر بـ 75 مليون متر مكعب حسب سعة قنوات جر المياه.
Discussion about this post