في الوقت الذي حضر والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، فعاليات الأبواب المفتوحة لهيئة المحامين بطنجة، الأسبوع الماضي، فإنه تخلف عن الحضور إلى الأبواب المفتوحة للجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، صباح يوم الأربعاء المنصرم.
كما غاب أيضا عمر مور رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، رغم أن النشاط ذي طبيعة اقتصادية، يخص قطاعا غاية في الحيوية على مستوى التشغيل وخلق فرص الشغل وتعزيز الصادرات من منتوجات الملابس الجاهزة.
ورغم انتماء رئيس الجمعية ياسين العرود إلى حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي إليه عمر مورر، رئيس الجهة، فإن عدم حضوره لفعاليات الأبواب المفتوحة، ترك تساؤلات حول ما إذا كان ذلك تقليلا من حجم التظاهرة، أو نظرا لانشغالاته بأجندة أكثر أهمية من الناحية الاقتصادية والإدارية.
اللموري حاضر والغرفة تنزل بثقلها
في المقابل، شارك من المسؤولين كل من رئيس جماعة طنجة منير الليموري صاحب مصنع الأحذية، وأيضا النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، الحسين بن طيب، بصفته نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات.
لكن المثير والأكثر حرجا هو الغياب الكبير لمصانع وشركات معروفة في مجال النسيج والألبسة، والذين تعمدوا الغياب تعبيرا عن عدم رضاهم على أداء جمعية لاميث منذ مجيء المسمى الانصاري، خلفا لمحمد بوبوح، حيث كانت الجمعية تعرف نشاطا متميزا في عهده، سواء في الدار البيضاء أو مدينة طنجة.
ويتعلق الأمر بشركات للنسيج في المنطقة الحرة، والمنطقة الصناعية المجد العوامة، ومنطقة امغوغة، إذا أنه من أصل أكثر من 250 منخرط في الجمعية، لم يحضر سوى عدد محسوب من أرباب شركات النسيج، فيما أرسلت شركات أخرى ممثلين عنها يسجلون الحضور العددي لا أقل ولا أكثر.
ومن أجل ملأ فراغ المسؤولين الكبار، استدعت جمعية لاميث ممثلين عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات، من المنتخبين والإداريين المقربين من الرئيس، والذين يتوفرون على وقت وفير من وقت الفراغ، وجاهزون للمشاركة في أي تظاهرات خارج جدران مقر الغرفة، وأخذ الصور التذكارية مع الابتسامة العريضة، وتسويقها لأعضاء الغرفة على أنها “إنجاز”.
كواليس وخفايا لاميث بجهة الشمال
هذا وكان أعضاء سابقون في لاميث قد أكدوا في أحاديث متفرقة مع صحيفة إيكوبريس الإلكترونية، عن “قطع العلاقة” و “صلة الوصل” مع الجمعية بسبب إهمالها وتجاهلها إشكالات وتحديات شركات الخياطة، خصوصا بعد تخفيض مجموعة أنديتيكس هامش الأرباح عن كلفة إنتاج الملابس الجاهزة للتصدير.
ورغم المجهودات التي يقوم بها الرئيس الجهوي ياسين العرود، إلا أن غياب فريق مساعد في المكتب المسير جعل الأعباء على أكتافه جد ثقيلة، أمام حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
ومما زاد من تحديات لاميث حسب مهنيين الذين تحدثوا للجريدة إيكوبريس، تجاهل الرئيس الوطني الجديد الأنصاري، إشكالية المنافسة الغير المشروعة من المعامل التي تشتغل بنظام “المناولة” و “كوينطا” دون التصريح بالأجراء، ودون أداء الالتزامات الضريبية، مما يوفر لها فارق أرباح كبيرة، مع تهديدات ومخاطر أقل.
ناهيك عن ذلك، فإن الأنصاري وعكس محمد بوبوح الذي كان على الأقل يبادر ويتشاور ويتواصل مع الأعضاء، فإن أنس الأنصاري منذ مجيئه أدار ظهره لقطاع النسيج في طنجة الذي يعتمد على التصدير من أجل البقاء على قيد الحياة، والاستمرار في الإنتاج وفي نفس الوقت تأمين فرص الشغل لعشرات آلاف اليد العاملة.
ويكتفي أنس الأنصاري باستغلال منصبه في التقرب من دوائر القرار، واستغلال الصفة للحضور في التظاهرات الكبرى وولوج مكاتب المسؤولين في الحكومة، في وقت يعاني المنتسبون لقطاع النسيج صعوبات وتحديات كبيرة مع عدة إدارات سواء الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أو شركة أمانديس للماء والكهرباء، وإدارة الضرائب، دون أن تقدم جمعية لاميث أي مساعدة لصالح المنتسبين مما اضطر العديد منهم للتخلي عن الإطار المهني.
Discussion about this post