قميص المنتخب المغربي الجديد يحقق انتصارا على الجزائر ويحرم المغاربة من ارتدائه
أثار ثمن قميص المنتخب المغربي الجديد الكثير من الجدل بعدما أشارت تقارير إخبارية إلى أنه يتراوح ما بين 850 للنسخة العادية و950 درهم للنسخة الأصلية.
وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قدمت القميص الجديد، بداية الأسبوع الجاري، موضحة أن القميص الأحمر الأساسي مستوحى من فن الزليج المغربي، إذ يتضمن أشكالا هندسية تتوسطها النجمة المغربية الخماسية.
في حين يحتفي القميص الأبيض الاحتياطي، الذي خاض به الأسود مباراة الغابون أمس الجمعة، بالموروث الأمازيغي، ذلك أن الجهة الخلفية منه تشتمل على حروف تيفيناغ، التي تعكس غنى الثقافة الأمازيغية في المغرب.
فإذا كانت الجامعة المغربية انتصرت في صراعها مع الاتحاد الجزائري حول أحقيتها في تضمين القميص الوطني الزليج بوصفه موروثا مغربيا، فإنها فشلت في تسويق انتصارها على المستوى التجاري، حينما جعلت القميص متاحا للأغنياء فقط.
ذلك أن الثمن المرتفع لقميص أسود الأطلس الجديد يبرز جليا أن الفقير في هذه البلاد لم يعد يجد المجال للتعبير عن الوطنية حتى في أضيق تجلياتها، وذلك بارتداء قميص المنتخب المغربي.
فكيف بالفقير يقوى على اقتناء قميص رياضي بنحو 850 درهما، لا يرتديه إلا مرات متفرقة من السنة، وهو الذي ينتظر كل شهر نصيبه من الدعم الاجتماعي المقدر بما يعادل 500 درهم.
كما أن ثمن قميص أسود الأطلس الجديد كرس مقولة الوطن للأغنياء، وسحب الوطنية من الفقراء، الذين إذا أرادوا ارتداء هذا القميص المتفرد، اضطروا إلى استثمار أموال الدعم الاجتماعي في ذلك، مع صيام شهرين متتاليين، حسب ما جاء في أحد المنشورات على فيسبوك.
ثم إن هذا الثمن المرتفع جعلنا نظن أن القميص الجديد مصنوع من الزليج المغربي الخالص والفاخر، وليس من ثوب يحتوي على أشكال مستلهمة من الزليج فحسب!
Discussion about this post