جرائم بني مكادة في طنجة… ضريبة البناء العشوائي
إيكوبريس من طنجة-
لعل الكل تابع بأسف شديد خلال الأسابيع الماضية ارتفاع الجرائم في مقاطعة بني مكادة بطنجة، إذ لم يمر أسبوع دون أن يسجل جريمة أو أكثر على ترابها.
هذا الوضع يدق ناقوس الخطر في أكبر مقاطعة بالمغرب، ويدعو المسؤولين إلى التدخل الناجع والسريع حتى لا تنفلت الأمور إلى وضع لا تحمد عاقبته، ويستتب الأمن وتعود الأوضاع إلى مجراها الطبيعي.
والخطير أن المدارس لم تكن في منأى عن الجرائم التي شهدتها بني مكادة مؤخرا، ما بين اعتداء أم بالسلاح الأبيض على تلميذة بالقرب من إعدادية الحسن الثاني بسيدي إدريس، وتعرض أستاذ إلى الاعتداء في إعدادية عبد الله بن ياسين بالمرس، واحتجاز تلميذة في منزل يجاور ثانوية المرابطين.
ولا شك أن تنامي الجرائم في مقاطعة بني مكادة يتصل باستفحال ظاهرة البناء العشوائي الذي أدى إلى إقامة أحياء مشوهة، مكتظة بالسكان تفتقر إلى المرافق العمومية من مدارس، وملاعب قرب، ومساحات خضراء، ودور شباب.
ثم إن هذا التضخم السكاني في المقاطعة المذكورة لا يقابله انتشار أمني مكثف، قياسا إلى نقص مهول في الدوائر الأمنية التي بإمكانها أن تفرض الأمن بالمنطقة، الممتدة إلى نحو 20 كيلومترا مربعا، والبالغ عدد سكانها ما يقارب 400 ألف نسمة، حسب إحصاء 2014.
وليت الأمر توقف عند هذا الحد، ولم يتعداه لتصبح هذه الأحياء مرتعا لترويج المخدرات بشتى أنواعها، ومنبتا للمنحرفين والمجرمين والمدمنين والمتطرفين والمنقطعين عن الدراسة في سن مبكرة.
كل هذا بعدما فقدت المؤسسات التعليمية دورها في التربية والتعليم والتأطير جراء المشاكل التي تتخبط فيها، وعلى رأسها الاكتظاظ، وسوء ظروف العمل، وتراجع مكانة المعلم في المجتمع، وغير ذلك الكثير.
وحتى نعود إلى مكمن الداء، البناء العشوائي، الغول الذي اقتات من فساد المسؤولين وموت ضميرهم وأنانيتهم، فكان أن اغتنوا من الترخيص له والتشجيع عليه، مستثمرين حاجة المواطنين الملحة إلى سكن يسترهم في ضوء استمرار تجميد رخص البناء بالمقاطعة خصوصا وطنجة عموما.
وعلى النقيض من ذلك، تسببوا في تشويه صورة المدينة، وإقامة مناطق سكانية، في منزلة حقول ألغام بمواد متفجرة كالجهل، والفقر، والإدمان، والأمراض النفسية، والبطالة، قد تنفجر في أي لحظة محدثة انفجارات شديدة التدمير…